صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

العساكر وحزب ود الضي!!

13

تأملات

كمال الهدي |

· وبعدين معاكم يا عسكر؟
· أليس بينكم رجل رشيد يملك حساً وطنياً!!
· ألا تشعرون بأدنى حد من الغيرة على هذه المؤسسة التي كانت (تهز وترز) قبل أن يهجم عليها الغول؟
· فما تم تداوله بالأمس عن المحاولة الانقلابية لم ينطل ولا حتى على من هم في عمر أؤلئك الصغار الذين رددوا أهزوجتهم المحببة ” قوة البشير قوة فاسدة”.
· لم يقبل العقل السوي الرواية القائلة بأن مجموعة من الضباط الموالين للنظام السابق قاموا بمحاولة انقلابية.
· فمن يكون أنصار النظام السابق غيركم يا أعضاء المجلس الكذوب!!
· ثم كيف لأي مجموعة عسكرية أن تحاول الانقلاب في ظل هذا الوجود الأمني الكثيف ببلدنا؟!
· هل نسيتم يا قوم أن سيء الذكر البشير قام بترقيتكم جميعاً بعد انطلاق ثورتنا المجيدة!!
· وهل تظنون أن شعب السودان لم يفهم دوافع البشير من ترقيتكم آنذاك؟!
· لم يكن الإعلان الكاذب عن المحاولة الانقلابية أول ولا هو آخر ترهات المجلس.
· فقد سبقه إعلانهم عن اعتقال ما يربو على ألف عسكري بزعم أنهم كانوا وراء مذبحة فض الاعتصام!
· ومن هنا تبدو الفكرة واضحة لكل صاحب عقل بإستناء (بعض) منتسبي قوات الشعب المسلحة.
· فالهدف غير المعلن هو (تشليع) هذه المؤسسة العريقة.
· ألم يقل مدير عمليات الجنجويد خلال لقائه بقناة العربية أن قوات الدعم السريع هي ما كان يطلق عليها سابقاً ( قوات الشعب المسلحة)؟!
· يبدو أن طموح قوات حميدتي هو أن تصبح القوة الوحيدة في البلد فعلاً.
· وهذا لن يتأتى إلا عبر تصفية القوات المسلحة.
· فماذا تنتظرون؟ !
· هل بعتم قضية الوطن كاملة بما فيها مؤسستكم ووظائفكم؟!
· هل سيطر عليكم الخوف إلى هذه الدرجة؟!
· ألم يهز فيكم أيها (الكهول) استشهاد شباب في عمر الزهور دفعوا أرواحهم فداءً لهذا الوطن شعرة؟!

حزب ود الضي

· قبل الحديث عن ظهور أحمد الضي بالأمس للإعلان عن حزبهم الجديد أود الإشارة إلى أنني قدمت عشرات الدعوات للشباب لكي يشكلوا حزبهم الخاص.
· منذ العام 2013 وحتى قبله لم أتوقف عن مطالبة شباب السودان بأن يقودوا أنفسهم لأننا ملننا وخبرنا ألاعيب كبار الساسة في البلد.
· لم أتوقف عن هذه الدعوة إلا بعد أيام من بدء الاعتصام.
· فحتى ذلك الوقت كان من الممكن جداً أن يظهر جسم، أو أجسام شبابية بغرض المشاركة الفاعلة لهذه الفئة في كل ما يتعلق بالوطن.
· ولم أكن الوحيد الذي دعى لهذا الحزب الشبابي، فقد طالب به أيضاً الأخوان الدكتور فيصل عوض ومولانا سيف الدولة وآخرون.
· وقد ذهب الدكتور فيصل لأبعد من ذلك بتقديم مقترحات لهؤلاء الشباب حول تشكيل حكومتهم المكونة من ستة شبان+ إمرأة يمثلون كافة أقاليم السودان، وذلك قبل بدء ثورتنا الحالية بسنوات.
· فلماذا لم يتحرك ود الضي ورفاقه منذ ذلك الحين؟!
· لكل ما تقدم لم أشعر بالراحة تجاه إعلان أحمد الضي بالأمس عن الحزب الجديد في هذا الوقت الصعب الذي تغيرت فيه الظروف كثيراً، سيما بعد مجزرة فض الاعتصام.
· كما أن ظهور ود الضي عبر منبري سونا وقناة السودان تحديداً لم يكن موفقاً، وأثار غباراً كثيفاً حول الغرض من التحرك في هذا التوقيت.
· لا نحجر على أحد، ولا يفترض أن نتوقع من جميع أبناء الوطن أن يفكروا بطريقة واحدة.
· لكن المنطق يقول أن الناس أحوج ما يكونوا في هذا الظرف الحرج للتضامن والالتفاف وراء جسم واحد.
· وقد نجد لبعض الشباب العذر إن قالوا أن الكيان المسئول عن قيادة الثورة مارس معهم سياسة الإقصاء.
· ولهذا ظللنا نردد أنه لا مانع من تقديم النقد لقوى الحرية والتغيير رغم حاجتنا الماسة للالتفاف حولها من أجل تصحيح المسار.
· لن أدفن رأسي في الرمال وأكذب كل من يقول أن قوى الحرية مارست معه إقصاءًَ.
· فالمثل يفيد بأن عليك أن تتحس رأسك الذي تحمله بأعلى جسدك إن كثر من يقولون لك أنه غير موجود.
· كما أنني شخصياً عانيت بشكل، أو بآخر من مثل هذا الاقصاء حين تواصلت مع العديد من أعضاء تجمع المهنيين في الشهر الأول من الثورة عبر البريد الإلكتروني ولم يردوا على رسائلي رغم افتراضي بأنه لم يعرف عني مناصرة للكيزان في أي وقت من الأوقات.
· لكن كل ذلك لم ولن يدفعنا كما ذكرت بالأمس إلى حمل أي ضغينة تجاههم، أو العمل على شق الصف الوطني ، خاصة في وجود عدو لئيم يعمل ليل نهار للمحافظة على مكتسباته غير المشروعة على حساب مواطني هذا البلد.
· ولهذا تمنيت أن يؤجل ود الضي إعلان حزبهم الجديد إلى حين انقشاع هذه السحابة الكثيفة المتمثلة في تعنت المجلس العسكري.
· فالمجلس العسكري يدعي دوماً أنه محايد ولذلك لن يسلم السلطة لقوى الإعلان لأنهم غير مفوضين من الشعب، ومعنى ذلك أنهم سيسعدون، بل ويسعون بكل قوة لإيجاد أجسام جديدة من أجل خلط الأوراق.
· بالأمس القريب سمعت عضو المجلس الفريق صلاح عبد الخالق يقول في إحدى القنوات الفضائية أنهم ورثوا هذه السلطة من النظام السابق، ولن يسلمونها إلا لمن ينتخبهم الشعب، زاعماً أنه لا مجلسهم ولا قوى الحرية يملكون تفويضاً من الشعب.
· يقول ذلك متجاهلاً أن قوى الحرية وقبلها تجمع المهنيين هم من ظلوا يحظون بكامل مناصرة هذه الملايين التي أتت بهم كمجلس عسكري انتقالي.
· وحتى الأمس القريب ظلت قوى الحرية المحرك الأول والأخير لحركة الشارع.
· يقولون لهم اعتصموا فيذعنون.
· ثم يطلبون تعليق الاعتصام إلى حين، فيتجاوب الشارع.
· يريدنا صلاح أن نصدق أن الغيرة على الوطن ومواطنه هي محركهم الأوحد للتمسك بالسلطة في هذا الوقت!ّ
· وينسى الرجل أن النظام القديم الذي ناصروه وكانوا جزءاً أصيلاً منه لم يقدم عملاً واحداً يصب في مصلحة هذا البلد ومواطنيه.
· فلماذا يزيد ود الضي وأخوته الوضع تعقيداً بإعلان حزبهم الجديد في هذا الوقت!!
· دعونا من قصة التشكيك في ولائهم أو نواياهم الآن، فهذا يزيد الوضع سوءاً.
· ويبقى المحك في قدرتهم على اقناع الشباب بالالتفاف حولهم.
· كل ما علينا هو توضيح حقيقة أن الظروف التي يمر بها البلد تتطلب تضافراً كاملاً، وبعد ذلك فليحدد كل شاب خياراته.
· فلسنا أوصياء على أحد.
· ومثلما نتألم للأرواح التي أزهقت لا أظن أن هؤلاء الشباب أقل ألماً وحزناً منا على زملائهم الذين ربما قُتل بعضهم أمام أعين ود الضي وأخوته في الحزب الجديد.
· فليكن القاسم المشترك بيننا هو الضمير الحي والوفاء لأرواح هؤلاء الشهداء ولتراب الوطن الذي نبكي لحاله وتأخره عن الأمم رغم ما حباه الله من موارد وإمكانيات.
· وما لم نحقق ما ضحى من من أجله الشهداء وهم في هذه الأعمار الصغيرة سنكون جميعاً أشراراً وأراذل وغير جديرين بالعيش الكريم.
· ويا حبذا لو نسعى لمصالحة وطنية بطريقة منظمة ودقيقة حتى نخرج من هذا المأزق، ونكفي أنفسنا شرور التخوين والاتهامات المتبادلة والجدل الكثيف فبلدنا فيه ما يكفيه.
· وأذكر ود الضي ورفاقه بجمال وبهاء ثورتنا التي أذهلت كل العالم، وسيكون عاراً علينا ألا نصل بها إلا أهدافها.
· وختاماً نسأل الله أن يهدي هؤلاء العساكر ليكفوا عن أكاذيبهم وكلامهم الماسخ وأن ينتموا لإنسان هذا البلد حقيقة لا قولاً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد