صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الـله يرحمه !!

7

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

الـله يرحمه !!

* كأنه يغني لآخر مرة..
*هكذا قلت لمن كانوا بجواري وقتذاك..
* فقد تخيلته يستنزف قدراً كبيراً من طاقته الفنية ــ والصحية ــ في (حب الأديم)..
* وكان يوم الاحتفال بتوقيع الوثيقتين قمة تجليات حب الأديم هذا..
* والآن سيحتوي جسده الطاهر هذا الأديم الطاهر..
* رحم الـله صلاح بن البادية…. وأعتذر لروحه الآن عن سؤالي السخيف ذاك..
* يوم سألته ــ في لقاء تلفزيوني ــ عن علاقة المطرب بالسياسة..
* وكنت أعني علاقة بعض مطربينا الكبار بالأنظمة الشمولية؛ ومنها نظام مايو..
* ولا أنسى الاضطراب الذي كسا محياه في تلكم اللحظة..
* فقد عينه النميري عضواً بالاتحاد الاشتراكي… تعويضاً له عن سقوطه في الانتخابات..
* ليست انتخابات سياسية… وإنما (فنية)؛ خاصة بنقابة المغنين..
* والآن أخشى أن يكون هذا هو المصير نفسه للذي استبشرنا به يوم احتفال الوثيقتين..
* فقد تمخضت آمالنا لتلد ما هو دون توقعاتنا بكثير..
* لتلد لنا شخصيات تهرول نحو الكاميرات… قبل أن تهرول تجاه مسؤوليات مناصبها..
* فتكون البسمات والضحكات واللفتات ــ من ثم ــ هي كل ما تملك..
* ويكفي ــ كضرب مثل ــ (قومة نفس) وزير الإعلام إزاء إقالة عيساوي فقط..
* وتلعثم وزيرة الخارجية بين يدي كل مقابلة تلفزيونية..
* وخطة وزيرة الرياضة…عن إنقاذ الرياضة… بتأنيث الرياضة..
* وبرنامج وزير الأوقاف عن (أولوية) إرجاع اليهود..
* والأمر ذاته ينطبق ــ بصورة أو أخرى ــ على السادة أعضاء السيادي… والسيدات..
* علماً بأنه ما كان عليهم أن يتكلموا أصلاً… قبل أن يفهموا شيئاً..
* قبل أن يفهم كلٌّ منهم طبيعة عمله… وواجبات وظيفته…. وأحوال وزارته..
* وحتى بعد أن يفهم فليس مستحباً الكلام… إلا عند الضرورة..
*والضرورة هذه لن تكون ــ بأي حال ــ الهرولة إلى الفضائيات… بإشارة أصبع..
*ثم الاندياح ضحكاً… وتبسماً… وتظارفاً… وتفلسفاً..
* فلا تفسير لمثل ظاهرة (الخفة) هذه سوى شيء واحد؛ شدة الفرح بالمنصب..
* وهو فرح لا يتسق مع أجواء الراهن… ولا يناسبه..
* أجواء الدماء… والدموع… والأنين… وقضية المفقودين..
* وقد كنا نعيب على أهل الإنقاذ ــ لأكثر من ربع قرن ــ كثرة الأقوال… وقلة الأفعال..
* ثم عدم القدرة ــ كذلك ــ على إخفاء الفرح بالمنصب..
* ومعروف أن أهل الإنقاذ هؤلاء كانوا (بسببهم)؛ فشعارهم (لدنيا قد عملنا)..
* حتى وإن قالوا العكس؛ خداعاً لأنفسهم… والناس… والـله..
* فما سبب ــ إذن ــ ضحك… وفرح… وخفة… وزراء حكومة الثورة (الدامية)؟..
* وذلك بدلاً من أن تعكس وجوههم طابع (الحزن النبيل)؟..
* فيا سيد حمدوك: بالـله عليك حاول إعادة النظر في اختيارك لبعض وزراء حكومتك..
* فليس من العيب أن تخطئ… ولكن العيب أن تتمادى في الخطأ..
* وأول الذين عليهم أن يترجلوا السيدة وزيرة الخارجية… مع كامل احترامنا لها..
* فما من شيء كان يجبرها على (المذاكرة) أمام الكاميرا..
* بل ما من شيء يجبرها ــ أساساً ــ على الكلام… وهي (في بداية طريقها) الوزاري..
* ثم يتبعها آخرون؛ من الفرحين… الضاحكين… (الخفيفين)..
* وإلا فنخشى أن يستحق طاقمك الوزاري هذا ــ عما قريب ــ مثل عنواننا أعلاه..
* الـله يرحمه !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد