صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الفيس والواتس شركاء الثورة..

10

بشفافية

حيدر المكاشفي

الفيس والواتس شركاء الثورة..

فات علينا جميعا في غمرة احتفاءنا بنجاح الثورة واجترارنا لكثير من مواقف البسالة والفروسية والبطولة التي قابل بها الثوار من مكوك وكنداكات بعزيمة واصرار آلة القمع الوحشية وعنفها المفرط فسقط منهم عشرات الشهداء واصابة المئات باعاقات مختلفة ورغم ذلك لم ينكصوا على عقبيهم أو يجبنوا ويتخاذلوا ويتقاعسوا بل ازدادوا عزما واصرارا لاقتلاع هذا النظام الدموي الباطش الظالم الفاسد،أقول فاتنا في تلك الأجواء الاحتفالية الثورية أن نقدم تحية اجلال واعزاز وتقدير ومحبة لكل تطبيقات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك والواتساب،لما لعبته من أدوار مشهودة ومشكورة حتى تكللت الثورة بالنجاح،فقد كانت هذه التطبيقات فصيلا متقدما في الثورة وشريكا أصيلا للثوار شاركتهم الثورة كتفا بكتف وقدما بقدم وهتافا بهتاف وكلمة بكلمة،وكانت هي الاعلام البديل الحر الذي فتح لهم منافذه وفضاءاته عندما فر منهم وتحاشاهم الاعلام المقهور والتابع والمؤدلج رغبة منه في موالاة النظام أو رهبة،الا من رحم ربي مثل هذه الصحيفة (الجريدة) اليومية وغيرها أخريات غير يوميات (الميدان، البعث وأخبار الوطن)،آثرن احتمال كل أشكال العسف والتضييق والمصادرات من أجل قول الحقيقة كاملة كما تجري وقائعها على الأرض والا فلا تضليل ولا تغبيش للحقائق بحجب أخبار التظاهرات المتصاعدة وسقوط الشهداء يوما بعد يوم والممتدة على مدى أربعة أشهر بلا انقطاع،ونشهد والله لهذه الصحيفة (الجريدة) بأنها وطنت نفسها منذ صدورها على نقل كل الحقيقة وطرح كل الحقائق تقولها لا تلوي على شئ وغير آبهة بما قد تجره عليها هذه المشقة المهنية من عنت ومشاق ومحاربة في الرزق بحجب الاعلان عنها،ولا حاجة لي هنا في احصاء مجالات الدعم الذي وفرته وسائط التواصل الاجتماعي لهؤلاء الثوار الشباب حين عزعليهم النصير في الاعلام الموالي المدجن فهم من خبروها واتقنوا التعامل معها وتفننوا في توظيفها لخدمة أهداف الثورة ..
ولكن طالما أتينا على ذكر الأدوار المشهودة لوسائط التواصل الاجتماعي ومنصات الاعلام البديل في انجاح الثورة،يبقى من المهم أن نقف على محاولات التبخيس لهذا النشاط الاسفيري الحديث والزراية به والتقليل من شأنه وكأنما هؤلاء الشانئين يجهلون حقيقة أو يتعمدون جهل التأثير الكبير لهذه الأدوات الحداثية في تشكيل وتوجيه وقيادة الرأي العام،فطفقوا يكيلون ببلاهة صحيحة أو مصطنعة لحاجة في أنفسهم الشتائم لناشطي الأسافير ويسخرون منهم ومن نضالهم الاسفيري فكانوا يطلقون عليهم مسمى مناضلو الكيبورد،ويعتبرون أن نشاطهم هذا مجرد طرقعة وفرقة أصابع على الكيبوردات لن تزيل شعرة من رأس النظام دعك من أن تسقطه،وظلوا على وهمهم هذا عاكفين حتى فاجأهم عكوف الناشطين على حواسيبهم وموبايلاتهم وطرقعاتهم على الكيبوردات بطرقعة وطرشقة النظام وتفتيته بددا،ويبدو لي أنهم بدأوا الآن في التعلم من هذا الدرس القاسي الذي لقنهم له هؤلاء الشباب بما كانوا يوردونه في وسائط التواصل ويقولون عنه تسفيها (كلام واتساب)،ولن يكون مفاجئا اذا وجدتموهم اليوم قد صاروا (مناضلي كيبورد)..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد