صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

القتلة المخمورين

8

تأمُلات

كمال الهدي |

· أقر الفريق أول جمال عمر، رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس العسكري الانتقالي بارتكاب قوات الدعم السريع لمجزرة الأبيض، مؤكداً أن أفراداً من هذه القوات أطلقوا النار على المتظاهرين، وأنه تم توقيفهم توطئة لمحاسبتهم.

· كما طالعنا خبراً يفيد فيه القائد الثاني لذات القوات بأن أفراداً مخمورين من قواتهم قد أطلقوا النار على المتظاهرين!

· وهنا لابد أن يقفز للأذهان سؤالان.

· الأول والأكثر الحاحاً هو: تاتشرات هذه التي يستغلها أفراد الدعم السريع، أم بارات متحركة؟!

· فهذه ليست المرة الأولى التي يقولون فيها أن من قتل بالرصاص أو الدهس عسكري دعم مخموراً؟!

· ليس مألوفاً أن تسمح قوات نظامية لأفرادها بمعاقرة الخمر بلباسهم الرسمي وأثناء تأدية عملهم الروتيني، سيما أن قادة جيشنا يريدون من هذه القوات تأمين الأوضاع الأمنية في البلد!

· أما السؤال الثاني فهو: لماذا لم يشر رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس في تصريحه الرسمي لحالة السُكر هذه بالرغم من أن القائد الثاني للقوات نفسها قد ذكرها في التصريح المنقول عنه؟!

· هل نفهم من ذلك أن ضباط قواتنا المسلحة صاروا فعلاً ملكيين أكثر من الملك في كل ما يتصل بقوات الدعم السريع أم ماذا!

· وما يرجح هذه الفرضية ذلك التصريح (المخجل) الذي صدر عن رئيس الأركان الجديد (المكلف) الذي قال فيه أن قوات الدعم السريع ضحت بدمها ومالها من أجل السودان!!

· وهو تصريح يؤكد بجلاء أن النهج الإعلامي السائد منذ ثلاثين عاماً والذي ظللنا ننتقده ونعتبره أحد أهم العوامل التي ساعدت في اطالة أمد دولة الظلم والفساد والطغيان.. يؤكد التصريح أن هذا النهج صار معمولاً به في كافة مؤسسات الدولة.

· فلو كان لديهم إعلاميين صادقين ومهنيين يسألون دون خوف أو وجل عن مصادر أموال الدعم السريع وينتقدون فكرة بيع الدم السوداني لما امتلك رئيس أركان قواتنا المسلحة (سابقاً) الجرأة لإصدار مثل هذا التصريح.

· ليس مقبولاً أن يتحدث ضابط عظيم في الجيش السوداني عن انفاق قوات حميدتي على الدولة السودانية.

· من أين لهم بالأموال الطائلة هذه!!

· كما أن السودانيين لم يعتادوا على بيع دماء أبنائهم والزج بهم في الحروب العبثية.

· مؤسف حقيقة الحال الذي وصل له جيش السودان.

· فضباطه الكبار باتوا (يضربون طناش) تجاه الإهانات التي يتعرض لها جيش البلاد، والأنكى والأمر أنهم يصرون على مضاعفة أحزاننا وأسفنا بتصريحات فيها الكثير من البجاحة.

· أما جريمة الأبيض فقد بدت أوضح من شمس الضحي وقلنا بالأمس أنه من المستحيل انكارها لأن شهودها بالمئات وهي لا تحتاج لا لجان تحقيق ولا تحريات.

· فلماذا إذاً تلكأ رئيس المجلس العسكري البرهان خلال لقائه التلفزيوني (البائس) أمس الأول؟!

· ما الذي دعاك يا برهان للقول بأنه من الصعب تحديد هوية الجاني وكل أهل السودان قد شاهدوا بالأعين المجردة من قتل أبناءهم هناك؟!

· هذا المجلس على وشك توقيع الوثيقة الدستورية مع قوى الحرية والتغيير.

· ولا تنسوا أن المجلس استمر في محاولات القاء اللوم في كل أمر سلبي على قوى الحرية والتغيير.

· ومضى المجلس لأبعد من ذلك فيما يبدو بتجنيده لبعض الأرزقية الذين تُطلق عليهم بعض القنوات الفضائية ألقاباً هلامية مثل ” الخبير العسكري” و”المحلل الاستراتيجي”، من أجل تحسين صورته.

· ما نسمعه ونتابعه، وما يصدر من أعضاء هذا المجلس يملؤنا قلقاً وخوفاً على مستقبل ثورتنا التي بلغت فيها التضحيات مبلغاً عظيماً يستحيل معه أن يتنازل شعبنا عن أي من أهدافها.

· فإلى متى سيستمر الزيف والتعتيم والتضليل والتفوه بما يناقض الأفعال!!

· ما زلنا نتابع يومياً أحداثاً فيها الكثير من التآمر على ثورتنا بالرغم من تصريحات بعض أعضاء المجلس وتظاهرهم بدعم الثورة.

· نسمع كلامهم نصدقهم، لكن حين نشوف عمايلهم نستعجب.

· حتى يومنا هذا لا نسمع سوى عبارات تخديرية مثل ” النظام البائد”، و” محاربة المفسدين”، لكن ما نعيشه كواقع يختلف تماماً.

· وقد رأينا كيف أن وفاة والدة البشير حظيت بإهتمام وكأن الطاغية ما زال رئيساً للبلد.

· كل من شاهد عدد المركبات العسكرية التي كانت ترابط بمنطقة كافوري طوال أيام العزاء لم يصدق أن البشير قد أُسقط.

· يعني مكتوب على شعبنا أن يتحمل ويصرف على هؤلاء الطفيليين وهم على رأس السلطة وخارجها يا مجلس يا عسكري!!

· وهل هكذا يكون دعم الثورات، بتحميل البلد فوق طاقته من أجل أن يحضر المخلوع مراسم الدفن و (رفع الفراش)!!

· هل سمح نظامه الفاسد لأي من المعتقلين أو السجناء بالمشاركة في مراسم دفن أقاربهم من الدرجة الأولى!!

· بالطبع لم يحدث ذلك.

· فلماذا التمييز بين أبناء الوطن الذين ما ثاروا أصلاً إلا لتغيير هذا الواقع المؤسف!!

· تابعنا بالأمس أيضاً حادثة تحطيم وحرق عربة صالون تحت كوبري الفتيحاب.

· خلال مشاهدتي الأولى للفيديو بدت لي بعض الأمور غريبة وغير منطقية.

· فقد رأينا عدداً كبيراً من ثوار عودونا على بسلمية التزموا بها في أحلك الأوقات، عندما كانت قوات قوش وكتائب على عثمان تباغتهم بالرصاص الحي على مدار الساعة.. شاهدنا تلك الأعداد تحوم حول العربة، ثم فجأة بدأ تحطيمها بشكل ممنهج.

· ولو انتهى الأمر عند ذلك الحد لقلنا أن الثوار ربما فقدوا السيطرة على عواطفهم هذه المرة.

· لكن لأن القوم أغبياء كما أردد دوماً فقد سمعنا أصواتاً تنادي بحرق السيارة.

· وأي متأمل للمشهد لابد أن يسأل في مثل تلك اللحظة: لماذا يحرقون عربة بعد تحطيمها بشكل كامل واستحالة الاستفادة منها مجدداً!!

· بدا واضحاً أن المقصود والهدف الأساسي من العملية برمتها هو تصوير الفيديو لإحداث البلبلة.

· لكن خاب فألهم كالعادة لأن رب العزة جل جلاله لا يناصر الظالمين، ولأنهم أغبياء.

· وقد شاهدنا بعد ذلك أن عدداً ممن نفذوا عملية الحرق كانوا يحملون مسدسات كانت تتدلى من حافة (كمر) بنطال كل واحد منهم كما أوضحت الصور.

· يبدو واضحاً أن التآمر على ثورة الشعب السوداني مستمر بمشاركة، أو على الأقل تواطؤ ظاهر من المجلس العسكري الانتقالي.

· ما أريد قوله في هذه الجزئية هو أن يتحلى الثوار بالمزيد من اليقظة حتى يفوتوا على المجرمين الأغبياء أي فرصة لتحقيق مرادهم.

· ليس هناك أي داعِ لأن ينتظر الثوار لمتابعة مشهد كالذي رأيناه بالأمس.

· بمجرد أن يبدأ عمل ممنهج مثل ما حدث ما على الثوار السلميين الحقيقيين سوى مغادرة المكان سريعاً ليتركوا المجرمين بمفردهم.

· وبهذه الطريقة ستقل المخاطر وسيفهموا أن أفعالهم الجبانة ستكون وبالاً عليهم وحدهم.

اللواء يونس.. خزعبلات لا تنتهي

· ما زال اللواء يونس يبث سمومه عبر الفضائيات وينشر على الملأ خزعبلاته التي تجلب عليه السخرية.

· بالأمس، وفي رده على سؤال المذيعة حول انسحاب الحزب الشيوعي من المفاوضات قال الخبير العسكري ( المفترض) ” ليت الحزب الشيوعي انسحب من قوى الحرية والتغيير عشان نرتاح من (نكدو)!!

· هل سمعتم بربكم غثاءً أكثر من هذا؟!

· لواء سابق وخبير عسكري (مفترض) تستضيفه القنوات العربية كل ليلة لتحليل الأوضاع، لا يجد عبارة أفضل من ( نرتاح من نكدو)!

· عكست العبارة إلى أي درجة يعاني مناصري المجلس ورباطة نظام الكيزان من بؤس في الأفكار والأسلوب وطريقة التعبير.

· راحت عليكم وليس أمامكم سوى الاعتراف بفشلكم طوال الثلاثين عاماً الماضية.

· وهذا الشعب الأبي لن يسمح لكم بالعودة مجدداً تحت أي غطاء.

· وحتى إن تخاذل بعض السياسيين، وهذا ما تعولون عليه، فسوف يريكم الثوار تصميمهم وعزيمتهم على استرداد وطنهم المسلوب كاملاً.

· بالأمس حكى لي أخ عزيز قصة طريفة، لكنها ذات مغزى كبير جداً.

· قال لي أبو جودي أن طفلته التي لم تتعد الخامسة استيقظت من نومها قبل مغيب الشمس بقليل.

· وبما أن لدى جيرانهم مناسبة زواج فقد سمعت الصغيرة جودي ( حفظها الله ورعاها) زغرودة أطلقتها إحدى النساء في ذلك البيت، فتخيلوا ما الذي فعلته الصغيرة؟!

· هبت جودي من فراشها وتناولت علماً اعتادت أن تضعه معها في فراشها و(طيران) على باب الشارع وهي تهتف ” ثورة.. ثورة..”.

· فما كان من أفراد الأسرة إلا أن ركضوا خلفها وهم يرددون ” جودي دي ما ثورة”.

· تأمل مثل هذه القصة أيها الكوز الساقط وتذكر أنني قلت هذه الصغيرة لم تتجاوز سنوات عمرها الخمس ، لتعرف ما إذا كانت هناك أدنى فرصة لحزبكم الفاشل لحكم هذا السودان مجدداً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد