صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المانيا ورد الجميل   !!

8

أطياف

صباح محمد الحسن

المانيا ورد الجميل   !!

(ان السودان بلد غني لا يحتاج الى الهبات والعطايا والمنح وانما يطمح لبناء شراكات فاعلة مع كل الدول ومن بينها المانيا)، هذا أقوى وأبلغ ماقاله رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في مؤتمر صحفي مشترك بينه والرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير ، جملة ثقيلة الوزن ، تكشف عن رسالة قوية شديدة الوقع والتأثير، إن قيست الجُمل والعبارات بميزان العزة والكرامة، قول يستحق ان يدرج في الأقوال المأثورة لزعماء العرب والافارقة، فالسودان رغم ضائقته الاقتصادية الخانقة التي (تلوي عنقه) بحبل العوز وتضيق متسعا على براحات العيش فيه ، ضائقة تتصدر المشهد يعلم بها البعيد والداني الضيف والمضيف، الا انها لم تكن سبباً في ان يُحني حمدوك رأسه ليرحب بضيفه بصفة المتسول، بل انه حاول ان يكرم ضيفه بحديث يجب ان يكون له وقعه في نفسيته ووفده ، قبل ان يكون رسالة قوية لبعض المتربصين بالداخل والخارج ، الذين شبَهوا زورا وبهتاناً زياراته الخارجية بتسول المخلوع الذي كان (يشحد) باسم السودان لنفسه، دون حياء.
أولئك الذين ماكانوا يريدون ان تحقق المدنية هذا النجاح في الانفتاح والانفراج في العلاقات الدولية ، والتي ستقوم على دعم الشراكات الاقتصادية الحقيقة، والرؤى الإستثمارية وتنفيذها بالسودان، الغني بموارده أكثر من غيره.
والمانيا تعي تماماً الدور الذي لعبته الثورة السودانية وماحققته من مكاسب في التحول الديمقراطي الكبير الذي ادركت انه نتاج وثمار لثورة شعبية خالصة ومنذ زيارة وزير الخارجية الالماني أكدت انها حريصة على تقديم الدعم السياسي والاقتصادي المطلوب من أجل استقرار الفترة الانتقالية وظلت أكثر حرصاً لدعم الحكم المدني في السودان.
وبدأت زيارات حمدوك الخارجية تؤتي أكلها وهي التي كان لها الدور الأعظم في (كسر) أكبر عزلة دولية عاشها السودان لعقود متتالية جعلتنا خارج حلبة المصالح والمكاسب الدولية والخارجية وأخرتنا عن ركب الامم المتقدمة والدول التي انتعشت وارتقت باقتصادها بسب جريرة النظام البائد.
وأكد حمدوك ان زيارة الرئيس الألماني للسودان تعد تتويجاً للعلاقات السودانية الألمانية الراسخة التي امتدت منذ خمسينيات القرن الماضي ، وأوضح حمدوك أن السودان ينظر بكثير من التقدير لمستوى التعاون بين البلدين، مشيراً للزيارات المتبادلة بين المسؤولين بالبلدين ونوه إلى زيارة وزير الخارجية الألماني للسودان وكذلك زيارة وزيرة التعاون التنموي الألمانية بجانب زيارته لألمانيا والتي التقى خلالها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن.
وقال رئيس الوزراء إن ألمانيا قدمت الكثير من المساعدات للسودان حيث افتتحت أول مركز في مجال التدريب المهني في العام ١٩٥٧م وقامت بدعم التلفزيون السوداني في العام م١٩٦٢ وان زيارة الرئيس الألماني تؤسس لعلاقات متينة بين الشعبين، منوهاً إلى دعم ألمانيا لعملية التغيير التي تمت في السودان وذلك لبناء نظام ديمقراطي راسخ يحقق الرشد للممارسة السياسية.
ويبقى ما ينتظره الشعب هو ان نجني ثمار هذه الزيارات التي بالتأكيد ان بلادنا تحتاجها مثل حوجتها للماء والهواء ، ولأننا فعلا نحتاج لتبادل مصالح وفتح نوافذ الاستثمار من دولة بحجم المانيا التي بالتأكيد وبلا شك لاتنسى وقوف السودان بجانبها ودعمها عندما تعرضت المانيا لنكبة السيول والفيضانات التي اجتاحت (هامبورغ ) وهرعت عدة دول للوقوف الى جانبها كانت من بينها جمهورية السودان الذي سافر رئيسها الفريق ابراهيم عبود الى ألمانيا وقدم مبلغ 2 مليون دولار مساهمة باسم السودان وحكومته وشعبه، لذلك ربما تكون نظرتها للعلاقة بالسودان شئ أعمق وأكبر من المصالح والمكاسب، شئ اسمه (رد الجميل).
طيف أخير :
أياً كان هذا الذي نمر به …..سينتهي !!
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد