صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المجلس العسكري خائف من الاتفاق

22

 

 

من الآخر

اسماء محمد جمعة

المجلس العسكري خائف من الاتفاق

ظلت جماهير الشعب السوداني تنتظر التوقيع على الاتفاق بين المجلس العسكري وممثل الشعب قوى الحرية والتغيير، وبعدما أعلن الطرفان إنهما على وشك التوقيع أعلن عن تأجيل التوقيع أكثر من مرة، ورغم هذا لم تنتظر الجماهير وواصلت نشاطها الثوري وأقامت أكبر تأبين لشهدائها قتلى المجلس العسكري تحت عنوان العدالة أولاً.
نقاط الخلاف التي أجَّلت التوقيع تكمن في نص بعض المواد والبنود التي تقول، رئيس الوزراء يتم ترشيحه من قبل قوى الحرية و التغيير ولكن يجب أن يوافق عليه المجلس السيادي، وهنا قد لا يوافق العسكر على أي شخص تأتي به الحرية والتغيير فيعرقل تعيينه ويتسبب في التأخير حتى يحدث الفشل خاصة وأن فترة الرئاسة الأولى لهم .
النقطة الثانية أن يتمتع رئيس وأعضاء مجلس السيادة بحصانة في مواجهة أية إجراءات جنائية، ولا يجوز اتهامهم أو مقاضاتهم أمام أية محكمة، ولا يجوز اتخاذ أية تدابير ضبط بحقهم أو بحق ممتلكاتهم أثناء فترة ولايتهم، أي منهم إذا ثبت تورطه في أية جريمة لا يحاسب إلا بعد الفترة الانتقالية.
النقطة الثالثة مجلس السيادة هو الذي يعيِّن ولاة الولايات، بعد ترشيحهم من مجلس الوزراء، بينما كان المُعلن سابقاً هو تعيين الولاة من اختصاصات مجلس الوزراء، وعلى مجلس السيادة اعتمادهم فقط، هذا إضافة إلى إنهم لم يتفقوا على نسب المشاركة وتبعية النيابة إلى السيادي أم مجلس الوزراء وهيكلة جهاز الأمن .
لا شك إن هذه النقاط إذا تم اعتمادها كما هي ستجعل الاتفاق كله لا معنى له وتسمح بإبقاء أبواب الفساد مفتوحة واستمرار الديكتاتورية والظلم مع إن الثورة اشعلتها هذه الأسباب .
حقيقية نقاط الخلاف بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير تعكس ان أزمتنا الحقيقية تكمن في عقلية المجلس العسكري، فهو بعيد كل البعد عن رغبة الشعب، هو حريص على أن يلبي الاتفاق مصالح أفراده الخاصة ويبعدهم عن المحاسبة مهما فعلوا، في حين إن قوى الحرية والتغيير تريد للاتفاق أن يوفر كل شروط العدالة والمحاسبة ولذلك المجلس خائف من التوقيع على الاتفاق الذي يلبي رغبة الشعب، أرجو أن ينتبه الناس إلى هذا الأمر ومعالجته.
من خلال هذا الخلاف والاختلاف يمكن لأي شخص أن يقرأ عقلية ونفسية أعضاء المجلس العسكري، ويرى عمق المشكلة التي خلفها النظام المخلوع في الجيش السوداني برفده بمثل هذه العقول الغريبة التي تخاف من العدالة والصدق والأمانة والشفافية .
عموماً الشعب حين سلم الجيش السلطة بكل حسن نية وثقة لم يتوقع أنه سيتورط مع هذا النوع من الناس، وحقيقة الأمر يحتاج إلى وقفة من كل شرفاء الجيش فهذا المجلس لا يشبه جيش السودان.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد