صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المشكلة الثانية

8

خارج الأسوار

سهير عبد الرحمن

المشكلة الثانية

في السودان عندنا مشكلتين اساسيتين كبيرتين الاولى الكيزان والثانية (المنظراتية) ، الكيزان قد ذهبوا بحمد الله الى مزبلة التاريخ، تبقى لنا المنظراتية .
هؤلاء جزء اساسي من مشاكل هذا الوطن، يظهرون مثل النبت الشيطاني كلما كانت هنالك حالة من الضبابية تكتنف المشهد السياسي، وكلما كانت الاوضاع اقرب الى الغموض واثارة التساؤلات .
هؤلاء دائماً في حالة انهم الوحيدون الذين يعرفون كل شيء ويفقهون كل شيء، كانوا يعلمون بزوال النظام، بل ويدركون فقرات البيان الثاني للقوات المسلحة وليس البيان الاول .
يعلمون الى اين تسير الاحداث، وكيف تجري الامور وماذا يحدث غداً، يغيرون تحليلاتهم حسب ميولهم، تارة تلك ثورة حقيقية وتارة تلك تمثيلية، تارة هذا الرجل المنتظر والنصر الموعود والامل المرتجى، وتارة هؤلاء والكيزان وجهان لعملة واحدة .
يتحدثون بأسلوب العالم ببواطن الامور كلها، المستنكف عن النقاش المدرك لما وراء الحروف، يجيدون استخدام عبارات مثل الاجندة الخارجية والمؤامرات الداخلية وتمويل اجنبي والمعسكر الشرقي والغربي وتمويل اماراتي ودعم قطري وايادٍ تركية و … و ويؤكدون انهم يعلمون ما يجري خلف الكواليس .
المشكلة الاساسية انهم لايعرفون شيئاً ولايدركون حتى المقدار الذي يؤهل احدهم لفتح فمه في اي نقاش في اي محفل كان، معلوماتهم مضروبة، وافكارهم هدامة، ونقاشهم ممل، وأطروحاتهم سطحية، يشبهون اولئك الذين يجلسون في قروبات الواتس، وكلما وجدوا خبراً يحملونه ويعيدون توزيعه دون التأكد من مصداقيته او صحته .
و حينما لا يجيدون ما يروجون به لوجودهم يصنعون الاشاعات ويسيرون بها بين الناس، يخلطون الاوراق ويعيدون توزيعها بعد اضافة الكثير من السطور الملوثة .

خارج السور
احذروا المنظراتية وحاربوهم حتى لا يتكاثروا ويصبحوا كيزاناً آخرين..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد