صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المطار .. طار

7

صباحكم خير

د. ناهد قرناص
المطار .. طار


قيل أن أحدهم إستاجر رجلاً ليقود حافلة الركاب خاصته ..بعد مناقشة تفاصيل الاتفاق ..والنسبة لكل منهما ..سأل صاحب الحافلة السائق قائلاً )في أي شارع من شوارع الخرطوم دي اشتريتو ودفعت حقو؟( رد السائق باستغراب )لا أبداً ( …استطرد صاحب الحافلة ) طيب هل ورثت اي شارع في البلد دي ومكتوب باسمك ؟( ..السائق بعد ان زادت حيرته )لا والله ( ..حينها تنهد صاحب الحافلة بارتياح وقال له: )بس عشان بعدين ما تعمل حادث وتجي تقول ..الشارع حقي والزول داك دخل فيهو ..مافي حاجة اسمها شارع حقك (.
حملت الاخبار أن ولاية نهر النيل قد أكملت عملية بيع مطار عطبرة وذلك مقابل )7 مليون دولار( ..ودافع والي ولاية نهر النيل عن الخطوة قائلاً ان المطار الذي تم بيعه صغير لا يتجاوز عرضه الستمائة متر ..وانهم اتفقوا مع الشركة الشارية على انشاء مطار يبعد عن القديم عدة كيلومترات وبمواصفات عالمية بحيث يكون المهبط هو الأكبر على مستوى مطارات السودان . انتهى الخبر ولم تنته حيرتي ..يا جماعة من يشرح لولاة أمرنا أن أرض السودان )ما حقتهم (؟ ..وانه ليس لهم مطلق الحرية ان )يبيعوا فينا ويشتروا (؟ وأنه لا بد أن يطرحوا الامر للاستفتاء العام حتى يحصلوا على موافقة الشعب عند بيع ممتلكاته ؟! ..
السؤال ليس هو كيف تمت البيعة ؟ ولا ماهي بنودها ؟ وولا متى تم تقييم المطار ؟ ولا ماهي الجهة التي اشرفت على عملية التقييم ؟ السؤال الحقيقي ..لماذا تبيع ولاية نهر النيل الأصول ..وهي ولاية غنية بالذهب والمعادن ..وبها مصانع الأسمنت وتمتلك احتياطي كبير من الحجر الجيري ..هل من مجيب لهذا السؤال ؟ .. اما بقية الخبر فهي ثالثة الأثافي بحق ..ذلك أنهم اتفقوا مع ذات الشركة على انشاء مطار حديث ..طب ما كان من الأول ..لماذا لا يتم الاتفاق مع الشركة على انشاء مطار حديث كبير ..وتسمح للولاية باستخدامه؟ .!! ..ولو كان الامر ببلاد أخرى لكان من ضمن الاتفاقية الأولى ..أن تنشئ الشركة منشات تنموية وتساهم في البنى التحتية للولاية التي كان لها القدح المعلى في ازدهار مشاريعها .
اما الشيء المضحك المبكي ..أن السيد الوالي خرج مدافعاً عن الصفقة وكأنه يحاول اقناع نفسه قبل أن يقنع احد ما ..وربما كان يريد مناصراً لفعلته التي تمت بليل ..لا داعي للتفسير ولا التبرير يا صاحب السعادة ..ولا داعي لحشد الاسباب ..نحن ذاتنا جلدنا تخن ..ولم يعد يؤثر فينا شيء ..فقد قتلنا يوم قتل الثور الأبيض .. المشكلة الكبرى ستكون سريان عدوى بيع المطارات ..وربما قريبا يباع مطار الخرطوم ذات نفسه ..والتبرير جاهز )هناك مطار تحت الانشاء من قبل خمسمية سنة كدا( ..المصيبة الكبرى أن يصحو الجماعة ولا يجدوا شيئا ليبيعوه ..فيتم دق الجرس ..لبيع نهر النيل في المزاد العلني ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد