صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المماطلة الأمريكية المريبة..!

16

ربع مقال

جمال علي حسن

المماطلة الأمريكية المريبة..!

واضح جداً أن الإدارة الأمريكية التي ظلت تستخدم في السابق ورقة العقوبات وقائمة الإرهاب للضغط على النظام السابق لا تزال تحتفظ برغبة ما في الإبقاء على هذه الورقة لتحقيق أهداف أخرى من حكومة مدنية جديدة من المفترض أن يمثل وجودها في السلطة نهاية حاسمة لقضية احتضان السودان للإرهاب.
لماذا يضطر شعب السودان للانتظار عاماً آخر بعد أن أنجز ثورته وحقق التغيير المطلوب داخلياً حتى تمنحه إدارة ترامب شهادة البراءة من احتضان ورعاية الإرهاب..؟
تصريحات وزير المالية إبراهيم البدوي أن الإدارة الأميركية أبلغتهم بصعوبة اتخاذ إجراءات إيجابية في ما يتصل برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في الوقت الراهن؛ نظراً إلى التعقيدات التي تصاحب هذا الملف وتتطلب عرضه على الكونغرس قبل أن تتخذ إدارة ترامب قراراً حاسماً في شأنه..!
عام كامل حتى يكتمل إجراء عرض المقترح على الكونغرس الأمريكي.. أليس هذا تطويلا وتعقيدا مريبا..؟
ولماذا لم تكن الولايات المتحدة تتحدث عن هذا العام الإضافي المطلوب لاتخاذ هذا الإجراء من قبل حين قامت برفع العقوبات الاقتصادية بشكل كامل على السودان اعترافاً بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها حكومة السودان ووصل حينها نائب وزير الخارجية الأمريكية، جون سوليفان، السودان كأرفع مسؤول أمريكي يزور البلاد منذ أكثر من عقد.
وفي زيارته تلك حدد سوليفان نقاطا واضحة لحذف اسم السودان من قائمة الإرهاب هي قطع علاقة السودان مع كوريا الشمالية، وإعلان وقف إطلاق نار شامل، ووقف الهجمات في مناطق العمليات، وكفالة الحريات الدينية وحقوق الإنسان.
هل بقي شيء من هذه المطلوبات لم يتحقق حتى الآن..؟
أم أن هناك رغبة أمريكية في المزيد من الاستثمار لورقة الضغط القديمة لتحقيق أهداف أخرى ربما تتعلق بمواقف ومطلوبات جديدة ليس من المستبعد أن يكون من بينها (أسرلة) الموقف السوداني بشكل كامل وانضمام السودان إلى قائمة دول التطبيع العربية بامتياز..؟
إذا كانت الإدارة الأمريكية تتحدث في السابق عن عقوبات ضد نظام البشير فإن نظام البشير قد سقط بشكل تام أما إذا كانت تريد أن تستخدم قائمة الإرهاب القديمة لتحقيق أهداف أخرى خلال هذا العام الإجرائي المريب للمزيد من الضغط على الشعب السوداني فليستعد حمدوك لقائمة مطلوبات جديدة ربما يطول بها الانتظار لأكثر من هذا العام بكثير حتى تكتمل ويتحقق بعدها رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بفاتورة جديدة لا نعرف حجمها من حساب ما تبقى لنا من كرامة وسيادة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

اليوم التالي

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد