صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

النايمين ليها شنو ؟!

8

 

مناظير

زهير السراج

النايمين ليها شنو ؟!

* والله العظيم الواحد حاسي انو عايش في عالم افتراضي لا وجود له على أرض الواقع، أو بتفرج في مشهد عبثي من مسرحية سريالية، أو حلمان بحاجة كده ما مفهومة … تشوف نفسك لابس جلابية بيضا مكوية وعمة برتقالية ومركوب نمر، وقاعد ليك فوق موج في بحر واااسع بدون مركب ولا طوق نجاة يحميك من الغرق، ورغم كده قاعد ومتسلطن وداير تولع سجارتك بى مزااااج، يقوم يهب شوية هوا يطفى عود الكبريت الوحيد العندك ويكتحك بالتراب مع انو ما في جمبك ولا قريب منك اى واطة، وبعدين الكهربة تقطع فجأة، وتلقى نفسك جارى وساكيك زول بى عكاز ما تعرفو جه من وين، وحاجات كده ما مفهومة كلو كلو .. !!
* الحاجة الوحيدة المفهومة أو المنطقية، إنو لمن الزول يقرب يديك بالعكاز فى راسك وتصحى مخلوع، وقبل ما تفتح عيونك كويس وتحمد الله انو ده كان مجرد حلم سخيف وتقول يا فتاح يا عليم، تلقى مرتك واقفة جمبك بتعاين ليك بى حقد عجيب، وتقول ليك “النايم ليها شنو والبيت ما فيو حاجة ؟”
* هذا هو المشهد العبثى الذى نعيشه الآن في السودان، او العالم الافتراضى السودانى الذى نصحو فيه كل يوم على انقلاب عسكرى بدون مشاركة اى عسكرى، إلا من بعض الرتب الرفيعة جدا في الجيش. عليكم الله شفتوا ليكم انقلاب عسكرى في الدنيا لا فيوعسكرى ولا حتى صف ضابط .. غايتو إلا في عالمنا هذا الإفتراضى الذى نطلق عليه إسم السودان. موش كده وبس، بل ان قائد الانقلاب الأخير، وهو رئيس هيئة الأركان المشتركة، يعنى تانى أكبر رأس في الجيش، يسجل البيان الاول للانقلاب ويتقبض بيو، قبل ما يجنّد عسكرى واحد ينفذ معاو الإنقلاب. ودى ما المشكلة، المشكلة انو من هو المغفل أو الغبى في هذه الغلوتية العجيبة .. رئيس هيئة الأركان العايز يعمل انقلاب عسكرى ويستولى على السلطة بدون ما يكون معاو عسكرى واحد، وكمان يسجل البيان البدينو، ولا الذين قبضوا عليه واتهموه بتدبير الانقلاب .. ولا أنحنا الما عارفين المغفل منو .. هو ولا هم ولا أنحنا ؟!
* سيبكم من الانقلاب، وتعالوا نمشى لمفاوضات أديس أبابا .. ثلاثة اسابيع مفاوضات مكثفة، مرة يقولوا نجحت ومرة يقولوا طرشقت، ومرة يطلعوا واحدين في قناة (الحدث) يقولوا ليك ادونا مقعدين، ومرة يطلعوا واحدين غيرهم في (الجزيرة) يقولوا ليك الموضوع ما محاصصات ومناصب، وإنما مخاطبة قضايا السلام والحرب والنازحين والمهمشين ويفلسفوا ليك الموضوع ويبسطوك لمن تقرب تقوم جارى الشارع وتكورك (مدنييياااو)، وتلفزيون السودان مريّح نفسو على الآخر وشغال اعلانات عن مواكب التأييد للدعم السريع، والنيل الازرق في التبييض والتشليخ، وفجأة مرتك تخلعك وتصحيك من النوم وش الفجر، وتقول ليك “قوم أصحى الجماعة اتفقوا، الأخبار في الجزيرة والحدث”، وهاك يا هيصة وصور وابتسامات وكلام كبار، وتانى يوم التهانى ما تديك الدرب في الواتساب والفيس بوك، وكلنا والله فرحانين ومتفهمين الحصل، لكين الحاجة الواحد ما قادر يفهما كمية الفرح الكبيرة دى لى شنو والسلام حيتحقق كيف، بينما الحركات المسلحة (المسلحة المسلحة يعنى) ليست طرفا في الاتفاق وما شغالة بيو !!
* عليكم الله ده ما فعلا مشهد عبثى من مسرحية سريالية، أو حلم ما مفهوم ، وقبل ما تحمد الله انو ده كان مجرد كابوس، تلقى مرتك واقفة جمبك بتحمر ليك، وتقول ليك النايم ليها شنو والبيت ما فيو حاجة، وبعد ده كلو ما تقدر ترد عليها و(تقول) ليها حاجة، عشان الاولاد !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد