تلجأ الشعوب الي النكتة السياسية في زمن الأنظمة المستبدة… فكلما ذاد الاستبداد تحاول الشعوب أجاد منافذ للتخلص من القهر… فهي تعبير عن السخط و مرحلة لبداية المقاومة…. يتم توجيه النقد بصورة ساخرة تعكس الصورة الحقيقة للواقع…. قال فرويد (النكتة تمثل آلية دفاعية لتفريغ والتنفيس عن المكبوتات.) .. قال ابن خلدون (إذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم آن الفقر قد اطبق عليهم) وقال الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون (النكتة هي محاولة قهر القهر وهتاف الصامتين) و رسام الكاريكاتير ناجي العلي قال (من يريد النكتة فعليه أن ينظر الي الواقع السياسي العربي)…
فهي تعتبر تعبير حقيقي للواقع السياسي الذي يصعب التعبير عنه في ظل الأنظمة الدكتاتورية… مثلا
في عهد جمال عبد الناصر تم تخصيص قسم في المخابرات لرصد النكتة… أصبحت النكتة السياسية ترفع في تقارير أجهزة المخابرات كوسيلة لقياس الرأي العام… يقال أن عبد الناصر سمع موظف يقول لزميلة أن راتبة ينفذ بعد اليوم العاشر من الشهر فسأله زميلة كيف تعيش باقي ايام الشهر؟ فاجابة علي الستر فاصدر عبد الناصر قرار في اليوم التالي بتأميم الستر…..
أيضا رسمت الوجه القبيح للتعذيب الذي يقود الي اعترافات كاذبة… ..
اتصل رئيس دولة برئيس الشرطة يطلب منه العثور علي ساعتة الذهبية التي اختفت وبعد ثلاث ساعات يعيد الاتصال ليخبره بأنه وجد الساعة فوق الطاولة فيرد عليه بأن الأوان قد فات لأنهم اعتقلوا ٣٠ شخصا واعترفوا جميعا…
كما لجات الشعوب حتي في عهد الحريات الي النكتة كوسيلة للتعبير عن المعاناة…
بعد أن اشتدت المعاناة في الحصول علي الخبز كان هذا التعبير الساخر قال مدني عباس : بعد تلاته أسابيع (تاني مافي زول حايقيف في صف العيش،)
ردت عليه واحدة قالت :(يعني حاتجيب لينا كراسي)… وصل الحال بأن النكتة أصبحت مدمرة خاصة عندما ما يصل المواطن الي قمة الياس
سألو سوداني زهجان من الوضع ..
كيف نخلي السودان زي اليابان ؟
قال ليهم اول شي نبدأ بالقنبلة الذرية
لذلك نجد النكتة السياسية تحمل رسائل كثيرة… و محتوي يشر ح الواقع…. المقهور سياسيا واجتماعيا
&إذا بدأ أي شعب بإنتاج وصناعة النكتة فاعلم أنه بدأ يشعر بالجوع والفقر.
كير كيغارد
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
