صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهرولة نحو تل أبيب !!

10

خارج النص

يوسف عبد المنان

الهرولة نحو تل أبيب !!

وزير الشؤون الدينية والأوقاف في دولة الصوفية والإسلام الحركي والإسلام الصوفي القادم من كيان الأنصار نصر الدين مفرح اختار الركوب في القطار المفضي للتطبيع مع إسرائيل في المقاعد الأمامية والعربة الأولى قبل وزيرة الخارجية أو أي سياسي آخر من تحالف قوى الحرية والتغيير عندما دعا لعودة الأقليات اليهودية التي كانت تقيم في السودان وهاجرت ضمن هجرات اليهود لأرض الميعاد في الثلاثين عاماً الماضية.
وزير الشؤون الدينية حاول إدانة الدولة السودانية بدعوته لعودة الأقليات اليهودية كأن هذه الأقليات تم طردها قسراً من السودان وفرضت عليها الهجرة لأرض الميعاد، بينما الهجرات اليهودية من كل أنحاء العالم لإسرائيل ارتبطت بنشأة الدولة العبرية واغتصابها الأرض العربية واحتلال المقدسات الإسلامية وفرض واقع استعماري، وبعد عجز الدول العربية والإسلامية عن مواجهة إسرائيل هرع بعض العرب والمسلمين المهزومين نفسياً ووجدانياً يطبّعون علاقاتهم بعدوّهم الأول يلعقون أحذيته ويتوددون إليه خوفاً على أنفسهم أو طمعاً في مغنم دنيوي وسلطان يعتقدون أنه لن يزول بموالاة إسرائيل.
الإمام الأنصاري الوزير يقدم فروض الولاء والطاعة لإسرائيل ظنا منه أن في موالاة اليهود والنصارى في دنيا السياسة سيطيل ذلك عمره في كرسي الحكم وما درى الوزير المسكين أن دولاً عربية عديدة تمتد من المغرب إلى موريتانيا وإريتريا وجنوب السودان وقطر والبحرين والأردن والأمارات ومصر قد ركبت قطار التطبيع مع إسرائيل ولم تحصد غير لعنة السماء والأرض، ويعتقد بعض الغافلين أن التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني يُحقق الرفاه الاقتصادي ويفتح أبواب العيش الكريم للدول المُطبّعة، ولكن الإمام الانصاري الذي أولى أحاديثه الإعلامية جاءت على نسق سيدي الغرب دعني أقترب منك وألعق قدميك حتى ترضى عني لأعيش في كنفك محميّاً بقوتك.
السودان لم يضطهد اليهود، ولم يفرض عليهم الجزية وهم صاغرون، ولكن السودان عندما أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية اختارت بعض الأسر اليهودية الخروج طوعاً دون إكراه أو اضطهاد كما يزعم إمام الانصار الجديد، والآن بأحياء الخرطوم ومدني والأبيض وبورتسودان عائلات وأسر يهودية معروفة لم تضطهدها أي من أنظمة الحكم المُتعاقبة عسكرية ومدنية وكل دساتير السودان لم تفرّق بين السودانيين على أساس الدين والعقيدة والجنس والقبيلة.
لكن الإمام الانصاري نظر لواقع الدولة الراهن وسعى بمثل هذا الهراء من القول المردود على صاحبه للتقرب لليهود ولعب دور تحت شعارات براقة مثل محاربة الغلو والتطرف ليهرف بحديث سياسي لن يرفع مكانته كما يعتقد واهماً، بل إن إسرائيل والغرب يحترم أهل المبادئ والقيم ولا يمنح هؤلاء إلا التجاهل والنسيان وإسقاطهم من اهتماماته.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد