صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

انتخابات مبكرة !!

9

حديث المدينة

عثمان ميرغني

انتخابات مبكرة !!

بصراحة.. فرص استمرار “الفترة الانتقالية” بمثل هذا المشهد الماثل أمامنا تبدو ضعيفة.. الأحوال لا تبرهن على صلابة الوضع السياسي بالدرجة التي تؤهلنا لانتظار ثلاث سنوات انتقالية.. ولهذا أتقدم بهذا الاقتراح المهم الذي أرجو أن لا تطويه عين التغافل..
قوى الحرية والتغيير والتي تمثل أكبر تحالف سياسي سوداني هي في أفضل حالاتها الآن من الزاوية الجماهيرية والشعبية (وليس التنظيمية).. ولديها قدرة مبهرة على تحريك وحشد الشارع السوداني ويقف من خلفها شباب الثورة بكل قوة وثقة في قيادتها.. هذه فرصة تاريخية لا تعوض لإنجاز انتقال سريع بدلاً من انتظار ثلاث سنوات..
مقترحي: إعلان انتخابات برلمانية مبكرة؛ تخوضها قوى الحرية والتغيير كتلة سياسية واحدة، على نطاق السودان توزع مرشحيها في كل الدوائر، وتجدني واثقاً تماماً من قدرتها على اكتساح الانتخابات بنسبة إن لم تكن مائة في المائة فأقل قليلاً..
هذا الوضع سيتيح التخلص من الفترة الانتقالية ومعضلاتها الكثيرة.. وأهمها غياب التفويض الانتخابي الذي يجعل التشريع صعباً وضعيفاً.. والفائدة الأولى يجنيها الوطن والمواطن قبل أحزاب ومكونات قوى الحرية والتغيير..
ولتنفيذ هذه الفكرة يلزم التالي:
أولاً: تكوين المجلس التشريعي بأعجل فرصة ممكنة.
ثانياً: يضع المجلس التشريعي قانون الانتخابات ويحدد موعدها ويفضل أن تكون في أبريل 2020 القادم (قبل موسم الأمطار).
ثالثاً: استصدار قانون خاص يحرم كل من ساهم في إفساد الحياة السياسية قبل الثورة من المشاركة في هذه الانتخابات.
في تحالف قوى الحرية أحزاب عريقة ومعروفة مثل حزب الأمة القومي والاتحادي الديموقراطي (التجمع الاتحادي) والشيوعي وأحزاب البعث وغيرها.. إضافة لمنظمات المجتمع المدني المؤثرة وتجمع المهنيين الذي يمثل أقوى حاضنة نقابية في تاريخ السودان.. حتى الحركات المسلحة التي يجب أن تنتقل إلى الملعب السياسي.. كل هذه المكونات تدعمها وتقف من خلفها لجان المقاومة على مستوى الأحياء والقرى.. والوقت أكثر من مناسب لهذه القوى المتحالفة أن تمسك جيداً بتفويض شعبي كاسح يؤهلها لإنجاز التغيير الشامل المطلوب وإعادة هيكلة الدولة السودانية..
صديقي رجل أعمال عربي له إمبراطورية مالية جرارة دعوته أن يزور السودان للاستثمار فيه مع أجواء الدولة الجديدة.. قال لي (لا أحد يخاطر بأمواله في دولة انتقالية.. فلننتظر لنرى كيف الحال بعد ثلاث سنوات!!).. فيصبح السؤال ولماذا نجمد النهضة والتنمية والاستثمار لحين التخلص من (انتقالية) هذه التي تبدو في جبيننا إشهاراً لحالة استثنائية غير مستقرة وإعلاناً مجانياً ليتجنب العالم الشراكة معنا في كل المجالات لحين إشعار آخر.. في انتظار رؤية اكتمال الانتقال لوضع دائم ومستقر..
الانتخابات المبكرة في ظل هذا الزخم الثوري مضمونة
النتائج.. إعتبروها (مليونية) الانتخابات

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد