صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بالحيل !!

8

 

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

بالحيل !!

 

 


< هذه الكلمة كتبتها قبل فترة..
< قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية الحالية…. وقد حذرنا منها في كلمات عدة..
< وكلما نحذر يغضبون منا… ويفرحون بكلمات الذين )يطبلون(..
< وكانت تلخيصاً لحوار بيني وبين )أحدهم(..
< وتذكرته البارحة بعد أن وضع خاتمةً له – هاتفية – من بعد خاتمة كلمتنا تلك..
< فقد كان قال لي )بس فالحين تنتقدوا…أدونا حلول(..
< فأجبته فوراً )بالحيل(… ولكن هل تقدر حكومتكم عليها؟..
< بمعنى : هل باستطاعتها أن )تجي على حيلها شوية( بعد أن انهد )حيل( الشعب؟..
< فتردد قليلاً قبل أن يهمس )كده قول حلولك أولاً(..
< فقلت له : طيب بسم الله نبدأ…يتم تخفيض عدد الوزراء الاتحاديين إلى )15(..
< ومع الرئيس ونائبه )بس( – في القصر – يصير العدد )17(..
< فأي وظائف تشريفية تزيد خزينتنا رهقاً – دون أعباء واضحة – لا لزوم لها..
< وهذا الرقم يساوي بالضبط عدد وزراء أقوى دولة في العالم..
< علماً بأن أمريكا أكبر منا مساحة…. وأكثر سكاناً… وأعقد تركيبة مجتمعية..
< ثم تخفيض أعداد وزراء الولايات إلى النصف..
< فأغلب الوزارات الولائية فائضة عن الحاجة… ويمكن دمجها..
< بل وتخفيض الأعداد المهولة للمعتمدين أيضاً..
< ولتكن البداية بكل )قاعد ساكت( في مقار الحكومات تحت مسمى )معتمد رئاسة(..
< ثم تسريح – لا تخفيض – التشريعيين كافة..
< وذلك لحين توافر أجواء تأتي ببرلمانيين حقيقيين، لا يصفقون… ولا يبصمون..
< فالمجالس التشريعية بشكلها الحالي عبثٌ لا معنى له..
< وفوق ذلك تلقي بالمزيد من الأعباء على )حيل( الشعب… وموارد الدولة..
< ثم تجميع كل فارهات الدستوريين… والتشريعيين… والمتنفذين..
< ولا يُمنح كل مسؤول سوى سيارة واحدة )عادية(..
< وتُباع هذه الفارهات في مزاد علني… وتُسلم أثمانها الخرافية لوزارة المالية..
< ثم إلغاء كل الأجسام التي تعيش عالة على الحكومة… والشعب..
< الأجسام الطفيلية التي لا يعرف الناس لها عملاً… ولا مردوداً… ولا )معنى(..
< وأولها ذاك الذي يُسمى مجلس الصداقة الشعبية..
< وبعده ديوان المظالم… ومركز دراسات المستقبل… وهيئة الأعمال الفكرية..
< وباختصار، كل فم يرضع من ثدي الدولة )ليسمن( صاحبه..
< ولكنه على صعيد العطاء العام لا )يُسمن(… ولا يغني من جوع..
< ثم أخيراً وليس آخراً… اختيار )القوي الأمين(..
< القوي الأمين بالمعنى الحقيقي، لا المعنى الذي خبرناه الآن… ويعني )العكس(..
< وتقارير المراجع العام أصدق مثال على ذلك..
< وإحلال الذين قلوبهم على الوطن مكان الذين قلوبهم على )جيوبهم(..
< وإفراغ كل ما دخل هذه الجيوب دون وجه حق… بلا رحمة..
< تخيل – قلت لمعاتبي – )كيف يكون الحال( لو عملتم بمثل هذه النصائح؟..
< فغمغم… وهمهم… وجمجم… ودمدم……….. ثم )نقنق(..
< ثم قال ضاحكاً )عصرت علينا بالحيل(..
< وفي اتصاله الهاتفي بي – أمس – ختم مكالمته بضحكة أيضاً… ولكنها مغايرة..
< فلم تكن ضحكة فرح… كسابقتها، وإنما تنضح ألماً هذه المرة..
< وقال )اتعصرنا بالحيل !!(.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد