صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بالنظر !!

8

بالمنطق
‏‏‏‏صلاح الدين عووضة
بالنظر !!

‏‏‏‏
*الزوجة لا ترى أثر الزمن على زوجها..
*وكذلك هو… لا ينتبه لما أحدثته معاوله من خراب في بنيانها الجسدي..
*والأمر ذاته ينطبق على كل الذين يتعايشون مع بعض..
*سواء في نطاق الأسرة… أو العمل… أو الحي… أو الأنشطة المشتركة..
*ومن هذه الأنشطة المجال السياسي… سيما الشمولي منه..
*فحسني مبارك مثلاً لم يظهر في الصور بعمره الحقيقي إلا عقب زوال نظامه..
*وقبل ذلك ؛ كل الصور الدعائية لشخصه خادعة..
*فهي لرجل في الأربعين من عمره ؛ أقل بقليل… أو أكثر بقليل..
*يعني بقي كما هو منذ لحظة استلامه السلطة ؛ شاباً..
*وحتى لحظة خلعه منها ؛ هرماً…. يزحف عمره نحو التسعين..
*ونميري ظلت صورته كما في الجنيه…لم يكبر عاماً واحداً لحين سقوط )مايو(..
*كل صوره الدعائية لنميري ذاته يوم بيانه الأول..
*فالإنسان لا يرى الأعمار… والأشياء… والأحوال على حقيقتها… إلا عن بعد..
*ولا يرى صور الشموليين على حقيقتها إلا بعد تركهم الكراسي..
*والآن ؛ إن أردت رؤية أوضاع بلادنا على حقيقتها فغادرها إلى حين… ثم عد..
*أوضاع السياسة… والاقتصاد… والاجتماع… والإعلام..
*أو حاول انتهاج سياسة )التقييم بالنظر( – رغم صعوبتها – وأنت مقيم فيها..
*أي حاول أن تنتزع نفسك من قلب الواقع… ثم انظر إليه..
*سوف تدهشك الكثرة في كل شيء…… مع فقر المردود في كل شيء..
*كثرة في المغنين الصغار ؛ والمردود ترديد لأغاني الكبار..
*كثرة في أندية كرة القدم ؛ والمردود صفر كبير على مستوى التنافس الخارجي..
*كثرة في الصحف ؛ والمردود قلة توزيع.. وتأثير.. وانتشار..
*كثرة في الفضائيات والإذاعات… والمردود تلك الطرفة المنسوبة إلى البنغالي..
*فقد قال حين سُئل عن رأيه فيها )اتنين كلِّم… واهد غنِّي(..
*بمعنى أنها لا تقدم سوى الكلام… والغناء..
*والآن بدلاً من )واهد غنِّي( صار يغني أكثر من خمسة في شاشة واحدة..
*ثم كثرة في مجال السياسة ؛ والمردود لا شيء..
*أكثر من ثمانين حزباً ؛ ثم لا جماهير… لا برامج…لا )وجود(..
*برلمانيون لا حصر لهم ؛ والمردود بصمة…وصفقة..
*وزراء بعدد الرمل والحصى والتراب ؛ والمردود مص دم الشعب في الفاضي..
*فارهات… ومخصصات… وسفريات…… و)بس(..
*ومقارنة ظريفة – وحزينة – تنتشر في وسائط الميديا قبل عام..
*صورة جماعية لوزراء فرنسا… وأخرى لوزراء ولاية الخرطوم..
*فقط الخرطوم ؛ دعك من المركز… وباقي الولايات..
*والمقارنة العددية فضيحة بكل المقاييس… وكذلك الأدائية..
*ولكن فينا من لا يرى هذه الفضيحة بما أنه يعايشها… ويجاورها… و)يحايثها(..
*هو مثل الزوجة التي لا ترى الزمن في زوجها… والعكس..
*فكي نرى واقعنا علينا أن )نقيِّم بالنظر

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد