صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بروباغاندا لجنتكم لا تكفي يا وجدي

16

تأملات _ كمال الهِدي

بروباغاندا لجنتكم لا تكفي يا وجدي

تابعت بالأمس جزءاً من المؤتمر الصحفي المعتاد للجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال.

. ولم تكن المتابعة بغرض (فش الغبينة) فذاك زمن ولى وانقضى، لكنني توقعت سماع قرار يتعلق بعلامة نادي الهلال المُغتصبة.

. وكعادة رجال اللجنة سمعنا منهم الكثير من (الحكي) الذي لم يعد يغني أو يسمن من جوع.

. وبدلاً من هذا الفرح الزائف دعونا نطرح على أعضاء هذه اللجنة وقبلهم على أنفسنا بعض الأسئلة المهة.

. أهم هذه الأسئلة هو: ما جدوى قرارات لا يلمس الناس أثرها أو يحسونه في حيواتهم؟!

. فقد أصدرت اللجنة حتى يوم أمس أكثر من 400 قرار تقضي بإسترداد أصول وأموال وأراضي وعقارات بملايين الدولارات لا الجنيهات.

. لكن وحتى يومنا هذا يجأر كل مسئولي الحكومة الانتقالية من شح المال.

. ويعاني هذا الشعب المقهور في أبسط مقومات حياته.

. مواطن يعاني في الحصول على رغيفة يشبع بها ومن المفترض أن ينتظر وجدي وبقية أعضاء اللجنة بين الفينة والأخرى ليحدثونهم عن آلاف الأمتار المربعة والمليارات المُستردة من فلان أو علان!!

. الأمر بالنسبة لي شخصياً صار باعثاً للغضب ومستفزاً لأبعد مدى.

. فرجال هذه اللجنة يبينون لنا كل مرة حجم السرقات التي تعرضنا لها كشعب.

. لكن ما جدوى ذلك طالما أننا لم نسمع في يوم بأن رغيفة واحدة قد وفرتها الحكومة من هذه الأموال المُستردة؟!

. يوم أن أرى خبزاً وقمحاً ودواءً يُشترى بجزء من هذ الأموال، أو مُدخلات انتاج تتوفر من عائد العقارات المنزوعة من الكيزان اللصوص سأكون أسعد الناس بهذه اللجنة وسأعتبرها عنواناً لثورة الوعي.

. أما الآن فلا أرى في كل هذا سوى بروباغاندا إعلامية صارت مملة وسخيفة.

. بالأمس القريب سمعنا أن أحد القضاة حكم بإنقضاء أحكام ضد عبد الله البشير الذي لا نعرف حتى اللحظة ما إذا أنه مات حقيقة أم هُرب من السجن.

. ومفردة انقضاء هذه تعني أن أولاده وأفراد عائلته سيستمتعون بكل الأموال التي سرقها هذا اللص.

. فكيف تتوقعون منا أن نسعد يا وجدي ونحن نتابع ما صار أشبه بالمسرحيات العبثية للجنتكم؟!

. أنتم روح الثورة! عليكم إذاً أن تثبتوا ذلك عملياً لا عبر الكلام الإنشائي واستبدال النظارات أثناء الحديث المُعد بعناية لتنفيس الناس كلما ضاقت بهم واشتد غضبهم.

. هما احتمالان لا ثالث لهما، فإما أن لجنتكم تردد كلاماً (ساي) ، أو أنكم تستردون أموالاً لا نشعر بها لوجود فساد في الحكومة الحالية.

. فعليكم إذاً أن توضحوا لهذا الشعب (which is which)  قبل صدور قراراتكم القادمة، فالكلام وحده لم يعد مقنعاً ولا كافياً.

. بالأمس تحدثتم أيضاً عن صرف عشرات الكيزان من الخدمة فماذا عن شخصيات مثل عمر مانيس المقرب من رئيس الوزراء، ولا ده كوز على رأسه ريشة!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد