صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بلاد الاعتداء على المال العام

17

ما وراء الكلمات

طه مدثر

بلاد الاعتداء على المال العام

(1)
ما يجعل المواطن الأغبش المدعو (محمد أحمد فاطي سطرين) يتحمل القمع والفقر والفساد هو قوة الإرادة قوة الإرادة التي يفتقر اليها كثير من السياسيين والبرلمانيين والتنفيذيين، فيا ليت بعض السياسيين والبرلمانيين والتنفذين يستعيرون ولو القليل من إرادة كثير من الغبش.
(2)
أحسب أن السفارة أو القنصلية صارتا ذات سمعة سيئة فالاعتداء على المال العام بالسودان وصل الى بضع من السفارات والقنصلية السعودية في تركيا وقعت فيه جريمة قتل فالداخل الى القنصلية مفقود والخارج منها مولود.
(3)
في بلاد (ما وراء الاعتداء على المال العام) أي في بلاد السودان لا يتحدث عن الشفافية إلا إنسان ضارب في القدم أو ضارب في الوهم أو يريد أن يشوش على الناس في أفكارهم فأين الشفافية في جرائم الاعتداء السنوي على المال العام؟ولكن إذا غاب القانون فابشر يا فساد بطول مرقد وطول انتشارٍ !! والتسويات أطيب ما فيها أنها خبيثة والله حرم الخبائث.
(4)
سألت شيخنا: كيف أعرف إني أعصي الله؟ فسألني هل لك دابة؟ قلت الحمدلله الحكومة ما قصرت! فصدرت غالبية الدواب، بل صدرت إناث الدواب، فسألني ألك حكومة؟ قلت يعني زي في وزي ما في زي حاضرة وكثير غائبة قال لي إذا لم تسمع كلام أمك الحكومة فاعلم أنك تعصي الله فقلت له يا شيخنا هل أنت من شيوخ الألفية الثالثة دي؟ أم من شيوخ العصر الأموي؟ ولم يرد على سؤالي وسألني: كيف خلق حكومتكم؟ قلت له أضيق من سم الخياط فقال إنكم تعصون الله ليلاً ونهاراً وتعرفون ذلك في خلق حكومة المؤتمر الوطني!!
(5)
عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من أصحابه الهجرة الى الحبشة كان يعرف أن في الحبشة ملك لا يظلم عنده أحد واليوم عمايل وفعايل حزب المؤتمر الوطني السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية وهلم جراً وكسراً ورفعاً تدعو الناس الى الهجرة جهراً ولكن الى أين؟ وكل بلاد العالم لا يوجد فيها ملك عادل دعك من أن لا يظلم عنده أحد.
(5)
النابغة الذبياني كان شاعراً لا يشق له غبار وكان مرجعية شعرية يحتكم اليها الشعراء وكان هو من يجيز قصائدهم وفي زمنه صار خلق كثيرون شعراء (مثلما هو عندنا اليوم) فما شاهدت فضائية أو استمعت الى إذاعة أو دخلت الى مواقع التواصل الاجتماعي إلا وجدت فيها كميات من الشعراء (رجال وحريمي وأطفال)والنابغة كلما عبر شارعاً أو حارة وجد شاعراً أو شاعرة ويستوقفونه ويسألونه عن رأيه في أشعارهم، ولما كان النابغة مثل بعض السودانيين (زول مجامل شديد) فكان لا يكسر خاطر أحد فيرد على السائل مجاملاً( أنت يا ابن أخي أشعر العرب)وبفضل هذه المجاملة انتشرت حمى الشعر في السودان وأخشى أن يخرج علينا أحدهم ويصف الشاعر الفلاني بأنه (أشعر الإنس والجن) وكتابة الشعر (وليس قرضه) أراها أفضل من (قُعاد ساكت)!!
(6)
على الحكومة أن لا تغضب ولا (تمد بوزها مترين للأمام) إذا قلت لها إن حكومة الوفاق الوطني الثانية ليست بالرشيقة ولا الأنيقة، بل هي (بلا لون ولا طعم ولا رائحة)!! والشيء المؤكد أن الحكومة ستفتح أحد أدراجها وتُخرج لي كميات من التهم الجاهزة مثل شخص محبط وعميل ومأجور ولا يريد للبلد خيراً ولو أن الحكومة حكمت عقلها لقالت لي: (أتقصد أن الحكومة ضرورية لك مثل الماء؟) الذي هو بلا (طعم ولا لون ولا رائحة)!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد