صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تحرمني !!

21

بالمنطق
‏صلاح الدين عووضة
تحرمني !!


*زارني في الصحيفة قبل سنوات..
*كان يبدو حزيناً…وزالت عنه )نورة( الأيام الخوالي..
*أيام كان الطرب أصيلاً…والتلفزيون جميلاً…والضحكنبيلاً..
*أيام )تحرمني منك( ؛ ولم تحرمنا الحياة من أي شيء..
*الآن حُرمنا…وحُرم هو…وحُرمت حتى )تحرمني( من قوة الصبر على الحرمان..
*وكانت أغنية حزائنية…لتضحىموضة لبس فرائحية..
*ومنذ أن انزوى التلفزيون كئيباً وسط زحمة فضائيات جديدة لم أسمع هذه الأغنية..
*ولا التي كان يؤديها مصطفى سيد أحمد بقميص )تحرمني( ذاته..
*ولكني سمعت )غير محروم( يؤديها يوماً فازددت حزناً..
*كان مقطع فيديو له وهو )يحرمها( من كل مقومات الطرب…والحزن… والشجن..
*والمكان ؛ فندقٌ شهير بالخرطوم )2(..
*والزمان ؛ ليلٌ عكست أضواؤه الباهرة دموع )المحرومين(..
*والمناسبة ؛ فرحٌ مترعٌ بكل بواعثه المخملية..
*وسألت صاحبها – عبد العزيز المبارك – عن سبب الأسى الذي يكسو محياه..
*فأجاب إجابة كنت أعرفها سلفاً…ولكني أحببت سماعها منه..
*فالوطن ما عاد هو الوطن…والغناءما عاد هو الغناء…والحالما عاد هو الحال..
*كل شيء بدا غريباً عليه – يقول – عند عودته من الغربة..
*وما درى أننا عايشنا هذه الغرابة لحظة بلحظة…مذ كانت نطفة في رحم غربتنا..
*غربة الداخل التي لا تقل شعوراً بالحرمان من غربة الخارج..
*وكدت – على ذكر الحرمان – أن أناشده الترنم بأغنية )تحرمني منك(… لولا..
*لولا إنني خفت أن أشق عليه…وأرهقه من أمره عسرا..
*وعند وقوفي معه لدى الباب – مغادراً – طلب مني دعوته للغناء لي متى شئت..
*سواء كانت مناسبة فرح…أو مرح…أو لا مناسبة..
*ولم تأت هذه المناسبة إلى يومنا هذا…ولا حتى )لآتها( المانعة لحركة المناسبة..
*ولا أعلم إن كانت ستأتي أم لا…مع طغيان الأسى على الفرح..
*فإن أتت فسندعوه حينها ليسمعنا بتقولي لا…وتحرمني منك…وليه يا قلبي ليه..
*فنحن نعيش الآن زمان الغربة…والغرابة…والتغرب..
*أو مثل زمان جاء على لسان المبارك وهو يحيل كآبة معناه طرباً بجميل مغناه :
آه من جور زماني…..وما بي من نوائب..
سهران ليلي طائل…حارس بدري غائب..
*ومما زاد من وحشة زماننا أننا بتنا نغني لألحان الزمن الجميل )تحرمني منك(..
*فلا نسمع أحمد المصطفى إلا بصوت ابنه عز الدين..
*ولا نسمع الكحلاوي إلا بصوت نانسي…ولا رائعة حقيبة إلا بصوت )البندول(..
*ولا نسمع عبد العزيز المبارك إلا بصوت )غير المحروم( ذاك..
*فصبراً جميلاً صاحب المحيا الحزين…فسوف يأتي يوم )لا نُحرم فيه منك(..
*ولا يكون هناك حرمانٌ…ولا حارمين…ولا محرومين..
*ولا……..تحرمني !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد