صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ترحال الدوحة..!

11

لأجل كلمة

لينا يعقوب

ترحال الدوحة..!


أحد عشر لاعباً سودانياً مثلوا منتخب قطر الوطني، خمسة منهم أساسيون، أسهموا بصورة مباشرة في فوز قطر بكأس آسيا.
دولة تبني مجتمعها بالأفعال لا بالأقوال والنظريات.
أنشأت الحكومة القطرية، أكاديمية اسباير في عام 2004 لتقدم التدريب والتعليم للطلاب الموهوبين رياضياً بغرض رفع مستوى الأداء الكروي بطريقة علمية وصحيحة، جذبتهم ورعتهم منذ أن كانوا صغاراً، حتى أصبحوا في عمر العشرين يمثلون منتخبها ويفوزون بالبطولات.
تعالوا هنا، إلى أرض المحن والعجائب، فالأزمات ليست سياسية واقتصادية واجتماعية كما يظن البعض، إنما رياضية أيضاً..!
يقول أحد وزراء الشباب والرياضة، إنهم يسعون إلى التأهل لكأس العالم في الدوحة 2022..
ويُعلن رئيس لجنة المنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة حسن برقو، عن وضعهم خطط عملية، للتأهل إلى كأس العالم القادم والوصول إلى مونديال 2022..!
لن تكون هناك خطة ناجحة يمكن أن تحقق أماني حسن برقو، إلا إن كان يقصد الوصول إلى الدوحة عبر “ترحال” وليس عبر منتخب سوداني مؤهل.
بالله عليكم كيف تتحقق مثل هذه الرغائب، إن كان منتخب السودان لم يستطع التأهل إلى بطولة أمم إفريقيا المنعقدة يونيو المقبل، والتي تضم 24 منتخباً إفريقياً لكن بإمكانه التأهل إلى مونديال قطر بدخوله ضمن قائمة أفضل خمس منتخبات إفريقية..!
ما عادت الوعود العاجزة، تفي بالغرض أو تُشعر سامعها بالرضا.
اللاعبون الأجانب الذين تخطوا حاجز الأربعين، يجدون الجنسية السودانية في انتظارهم بمطار الخرطوم وهو يتأهبون للانضمام لأحد الناديَيْن، كأن اللاعب المنتظر هو “سيوبرمان” أو كابتن ماجد، فتمضي الأسابيع والأشهر ويتأكد المشاهد قبل المدرب، أن اللاعب منتهي الصلاحية غير قادر على تمرير ثلاث كرات متتالية.
القائمون على أمر الرياضة، غير متفرغون لها، فالصراعات الهامشية والتدخلات السافرة، هو شغلهم الشاغل، وهدفهم الأسمى، فأصبحت الكرة تدار بالكلام والوعود الهلامية وأحلام اليقظة.
انظروا إلى منتخب قطر الذي يضم سودانيين، وإلى أكاديمية اسباير التي ترعى الأطفال الموهوبين ليكونوا أبطال المستقبل.
فكرة سهلة بسيطة تحتاج إلى إرادة حقيقية وإمكانيات مادية متوفرة، تضمن سوداناً أفضل في المستقبل.
لكن المأساة أن بعض الحكومات لا تفكر بمستقبل أبنائها، فما يهمها الحاضر الذي تعيشه والذي يمكن أن تدفع فيه أضعافاً مضاعفة لتقول “هاكم إنجازي”!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد