صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تفنيد بيان البرهان !!..

8

مناظير

زهير السراج

تفنيد بيان البرهان !!..

* لم اجد في بيان رئيس المجلس العسكرى (عبدالفتاح البرهان) اى سبب منطقى لتبرير قرار المجلس بتجميد التفاوض لمدة 72 ساعة مع قوى الحرية والتغيير رغم كثرة الاسباب التى ذكرها البيان !!
* بل لم اجد سببا واحدا يجعل رئيس المجلس العسكرى يخرج في اجهزة الاعلام ليتلو البيان بنفسه، بينما كان بإمكان المجلس أن يكتفى بإصدار بيان صحفى فقط، أو ان يقوم بالمهمة الناطق الرسمى باسم المجلس، إن كان لا بد من (الشو) وأجهزة الإعلام لإعطاء حجم أكبر للحدث .. أما أن يتلو البيان رئيس المجلس بنفسه فهو مدعاة للتعجب والتساؤل عن السبب الحقيقى وراء البيان !!
* ندعونا نستعرض النقاط التسع التى ذكرها (البرهان) كمبرر للقرار ويمكن تلخيصها في: قيام قوى اعلان الحرية والتغيير باصدار جدول بالتصعيد الثورى بالتزامن مع سير التفاوض، الاستفزاز المباشر والاساءة البالغة والتصعيد الاعلامى واللهجة التحريضية والخطاب العدائى ضد القوات المسلحة الذى خلق حالة من الفوضى في العاصمة والاقاليم، قفل الطرق والجسور والسكة حديد مما يمنع ترحيل المواد الغذائية للولايات، قفل الطرق حول القيادة العامة للقوات المسلحة مما يمنع حرية الحركة والمناورة لحماية ساحة الاعتصام، بالاضافة الى تسلل عناصر مسلحة داخل مكان الاعتصام وحوله والامتدادات الجديدة وجامعة الخرطوم وكبرى النيل الازرق وشارع النيل واستهدافهم للقوات المسلحة والدعم السريع والمواطنين وازهاق الارواح.
* اذا نظرنا الى هذه الاسباب التى ذكرها (البرهان) كمبرر لتجميد التفاوض لمدة 72 ساعة مع قوى الحرية والتغيير، لوجدنا أنها غير صحيحة أو لا ترقى لتجميد المفاوضات، أو أن يتلوها رئيس المجلس بنفسه!!
* يتهم البيان قوى الحرية والتغيير باصدار جدول للتصعيد الثورى بالتزامن مع سير التفاوض، وهو اتهام غير صحيح، فالجدول صدر قبل بضعة ايام من التوصل للإتفاق المبدئى الاخير، ولم يؤثر على مسيرة التفاوض بين الطرفين والوصول الى هذا الاتفاق.
* يقول البيان ان القوات المسلحة تتعرض لاساءات واستفزاز شديد، وهو ما لم يحدث فالقوات المسلحة لم تتعرض ابدا الى اساءة او استفزاز، وإنما الذى تعرض للنقد الحاد ــ وليس الاساءة و الاستفزاز ــ هو المجلس العسكرى وقوات الدعم السريع التى حاولت فتحت بعض الطرق بالقوة وأطلقت الرصاص على المعتصمين وقتلت عددا منهم واصابت المئات يوم الاثنين الماضى، ثم كررت الاعتداء يوم الاربعاء، ومحاولة المجلس الساذجة لتبرئتها وإلقاء التهمة على (جهة مجهولة) رغم كل الأدلة التى تؤكد أنها مَن قام بالاعتداء، وهو ما أثار غضب الكثيرين خاصة أصحاب الرأى والكتاب الصحفيين فاستنكروا ذلك في كتاباتهم ولقاءاتهم مع أجهزة الاعلام، بينما تماهت لغة قوى الحرية والتغيير بشكل واضح مع لغة المجلس العسكرى التى اتهمت طرفا ثالثا، حتى لا تؤثر سلبا على سير التفاوض، وليس العكس كما يزعم المجلس!!
* غلق السكة حديد لم يكن وليد اليوم، حتى يتحجج به المجلس لتجميد التفاوض، وكان مغلقا عندما توصل الطرفان الى الاتفاق المبدئى، كما انه لا يؤثر ــ كما يزعم المجلس ــ في ترحيل المواد الغذائية وغيرها الى الولايات او من ميناء بورتسودان، فالكل يعلم أن اكثر من 80 % من هذه المواد يتم ترحيلها بواسطة الشاحنات عبر طرق المرور السريع التى ظلت مفتوحة ولم تتعرض للإغلاق في أى وقت من الأوقات، أما التحجج بغلق بعض طرق المرور داخل العاصمة لتجميد التفاوض فهو أمر مضحك، خاصةً أن الثوار شرعوا في فتح هذه الطرق قبل صدور البيان، وليس هنالك ما يمكن وصفه بها سوى انها (كبش فداء) لحجة أخرى لم يفصح عنها المجلس العسكرى، ربما مكالمة هاتفية من مصر او االسعودية او الامارات، أو محاولة لتطييب خاطر الرجل القوى (حميدتى)، وتبرئة ساحة قواته من الاعتداء على المعتصمين!!
* بقيت حجة واحدة هى وجود مندسين مسلحين وسط الثوار وقتلهم لعدد من القوات النظامية والمواطنين، والسؤال الذى لا بد ان يُطرح هنا إذا كان هنالك مندسون فلماذا لم تقبض عليهم السلطات، أم أنها تريدهم أن يستمروا في ارتكاب جرائمهم لـ(غرض في نفس يعقوب)، كما ان اعتراف المجلس بوجود مسلحين يمارسون اطلاق الرصاص بكل هذه الكثافة وقتل المعتصمين بدون ان يُلقى القبض عليهم فهو فضيحة كبيرة فى حقه، تفرض عليه ان يرحل فورا لعدم الكفاءة والاهلية، وإذا لم يكن ما يزعمه صحيحا، كان من الأفضل له أن يعترف بما حدث ويصدر بيانا بأنه سيحاسب المتورطين، فيكسب إحترام الجميع!!
* ليبحث (البرهان وحميدتى وصلاح عبدالخالق) ومجلسهم الموقر عن سبب آخر لتجميد المفاوضات أو التنصل عن الإتفاق، بعيدا عن المبررات الساذجة التى خرجوا بها علينا في بيان يشبه بيان الانقلابات العسكرية، مع وجود اختلاف طفيف بينهما هو الموسيقى العسكرية المعروفة التى تسبق البيان رقم واحد !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد