صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

توقيع علي دفاتر التاريخ

10

مذاق الحروف..

عمادالدين عمر الحسن

توقيع علي دفاتر التاريخ

يوم ليس كباقي الأيام ، أنه يوم مجموع له الناس ويوم مشهود ، اليوم يتوقف الزمان والتاريخ ، ويبتسم المكان ليشهدوا جميعا علي عظمة وروعة هذا الشعب المعلم العظيم ، يوم يعاد فيه تشكيل التاريخ لينهي فترة من الظلم والفساد والاستبداد ويعلن إنتهاء حقبة حكم اللصوص الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، اليوم يشهد العالم أجمع لنا بأننا انتصرنا علي البغي وقوي الشر البغيضة مجتمعة وتجاوزنا الصعاب لنحتفل معا بتوقيع إتفاق نعلن به بداية عهد جديد .
اليوم نحقق فعلا لا قولا عبارة أن هذه الارض لنا بعد أن اقتلعناها من الذين اغتصبوها وانتقصوها من أطرافها يبيعون بعضها ويدمرون بعض ، ويمنحون منها مايشاؤن لمن يشاؤون ممن لايستحق وبأبخس الاثمان .
اليوم نقول للعالم كله أن هذه الارض أصبحت لنا بعد أن اقتلعناها من الذين استحلوا الدماء وأذلوا الرجال وضربوا النساء ، هذه الارض لنا وسنملأها عدلا وسلاما ومحبة بعد أن إمتلأت ظلما وجور ، هذه الارض لنا ونتمني أن يعيش بعدها سوداننا علما بين الامم قويا عزيزا سالما متعافيا من كل سوء .
اليوم نقول لكل العالم أن ثورة الشعب السوداني العظيم نجحت وانتصرت دون تخريب ، لم ندمر بلادنا كما فعل الاخرون ، ولم نسفك الدماء بل كنا من ضحي بدماء الشباب ودفعه ثمنا لعهد جديد .
اليوم يبدأ عهد الانتقال لكل السودان والسودانيين من عهد الي عهد جديد ، فينتقل الشعب ويتحرر من لغة الوعيد والتهديد والمطالبة بلحس الكوع الي مرحلة يتسيد فيها كل المشاهد فيقف القادة أمامه حاسري الرأس ، ويصبح الشعب الاسمر هو المولي ومصدر الالهام .
اليوم ينتقل الوطن كله من خانة المسروق الي خانة المعشوق ويتفاني أبنائه في خدمته ويتسابقون علي إعادة البناء فما عادت المناصب قصعة يتقاتل عليها الطامعون ، بل تكليف يتقدم له فقط من يستحقه ويقدر عليه .
اليوم ترفرف أرواح الشهداء فوق هامات الثوار تحي الجموع وتوصيهم بالمحافظة علي عهدهم والقبض علي قضيتهم ووضع السودان دائما في مقدمة الاهتمامات ، ثم ترقد أرواحهم في سلام .
اليوم يفرح السودان وتفرح امهات الشهداء بالانتصار ، اليوم لانوقع علي اتفاق بين فصيلين ، بل نوقع علي قتل الخوف وميلاد الأمل ، علي قتل العبودية وميلاد الحرية ، علي قتل الحرب وميلاد السلام ، علي قتل الظلم وميلاد العدالة ، وعلي وقف قتل الانفس التي حرم الله الا بالحق وليس كما كانوا يفعلون .
اليوم نوقع علي الاتفاق وتسير قوافلنا باذن الله في طريق البناء والنماء وإعادة التعمير غير ابهين بنباح الكلاب ولاعواء الذئاب من تلك التي أوجعها بداية المسير وعادت تحن الي ( مسيرتها القاصدة ) كذبا الي الله .
اليوم نبارك لكل شعب السودان هذا التحول العظيم ونثق أنه علي قدر كل التحديات وسيجتازها حتما كما اجتاز من قبل العديد من الصعاب ، التحية والتهنئة لكل الثوار من الشباب ، والرحمة والخلود للشهداء الكرام….

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد