صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ثلث للجنوب وثلث للجيوب !!

5

القراية ام دق

محمد عبد الماجد

ثلث للجنوب وثلث للجيوب !!

(1)
قلت إن قيادات النظام البائد عندما كانوا يكنزون الذهب والفضة ويمتلكون الاراضي والعمارات السوامق ويركبون العربات الفارهة ويأخذون عمولاتهم من كل الصفقات والعطاءات بداية من خط هيثرو وحتى (الدرداقة) في سوق ام درمان الشعبي ، ويتزوجون مثنى وثلاث ورباع ، كانوا يقنعون في شباب الحركة الاسلامية بالقتال، ويدفعونهم للحرب ويحرضونهم عليها بفتوى انهم سوف يزوجونهم من (الحور العين) إن قبضت ارواحهم في ارض المعركة ، اما هم فقد كان اضعفهم حيلة يقضي اجازته السنوية في اسطنبول. لا حديث لنا على من فقدناهم في حرب الجنوب من شباب هذا الوطن ، فقد ذهبوا الى هناك يدفعهم الصدق والحماس والوطنية رحمة الـله عليهم اجمعين، ولكن حديثنا على الذين يقبعون الآن في السجون او يهربون خارج البلاد بسبب فسادهم، وهم الذين كانوا بالامس يحدثونا عن المشروع الحضاري ، و(ما لدنيا قد عملنا) ، ليعودا الآن بثوب جديد للحديث عن نصرة الشريعة الاسلامية. حديثنا الآن عن الذين يدّعون نصرة الشريعة الاسلامية وهم اكثر من اساء لها، وافسد عندما كنا في حاجة حقيقية لنصرة الشريعة الاسلامية عندما كانوا في الحكم. عندما كانوا يحكمون البلاد كانوا ما يفعلونه في هذا التوقيت تحت مسمى نصرة الشريعة الاسلامية يسمونه (الخروج على الحاكم)، حيث وصلنا في ذلك الى اقصى ما يمكن، ببحث الرئيس المخلوع نفسه عن فتوى تجيز له قتل ثلث الشعب او نصفه من اجل يبقى هو وحده في الحكم.. هكذا كانت نصرة الشريعة الاسلامية عندهم!!.
الاستاذ اسحاق احمد فضل الـله تحدث عن اختلاف معنى (الحرية) من فترة لفترة ومن فئة لاخرى – ونحن نتحدث الآن عن اختلاف معنى (نصرة الشريعة الاسلامية) من نظام لنظام، وعن تبدل فهم (الخروج على الحاكم) من عهد لاخر!!.
(2)
في الثلاثين سنة التي حكمت فيها (الانقاذ) ثلث مساحة السودان وثلث اراضيه تم فصلها بعد اتفاقية نيفاشا وذهبت لجنوب السودان، وثلث ذهب لجيوب قادة (المؤتمر الوطني)، ولم يبق من بعد للشعب السوداني غير (الثلث)، بمثل مفهوم ابادة ثلث الشعب السوداني ان خرج على الحاكم.
النظام السابق باع خط هيثرو وبصات ولاية الخرطوم وقطاراتها، وباع منافع الميناء الجنوبي في بورتسودان، وباع ممتلكات النقل النهري وتم بيع اكثر من ثلثي اراضي المدينة الرياضية، وذهب النظام البائد ابعد من ذلك وباع اراضي جامعة الخرطوم، غير الميادين والساحات التي تحوّلت في افضل حالاتها الى ملاعب خماسيات (استثمارية). زيرو فساد دونت بلاغات على معتمد محلية ام بدة السابق فضيلي واخرين بنيابة الفساد حول شبهات فساد في تصديقات اراضي بسوق ليبيا.
لم تسلم منهم ارض!!. حتى المساجد وبيوت الـله لم تنجُ منهم وتم تحويل اجزاء كبيرة منها لتكون (مولات) تجارية، وبلغ البيع مواقف المواصلات لتكون واحة الخرطوم ومول عفراء..الخ..
إذا حسبنا ذلك سوف نجد ان اكثر من ثلث مساحة السودان تحوّلت لصالح (جيوبهم)، غير ما يحصدونه من الحوافز والاجتماعات التي لا تكون إلّا للتكسب من حوافزها – كما كان في (الحوار الوطني) والذي كانت مشروباته الغازية ومياه الصحة والسندوتشات لوحدها تكلف خزينة الدولة اموالاً طائلة. غير ما كان يصرفونه في السفريات وما يحصلون عليه من امتيازات.
معتمد محلية الخرطوم في 2016 كان قد تحدث عن امتلاك شخص واحد لاكثر من (2000) دكان في السوق العربي، الى جانب امتلاكه حق الاستثمار على امتداد شارع النيل في ولاية الخرطوم . هكذا كانوا يوزعونها.. في الوقت الذي كان يلاحقون فيه (صبي الدرداقة) في الاسواق الشعبية.. و(ست الشاي) في شارع النيل.
(3)
بِغم /
الباشمهندس الطيب مصطفى هاجم الحكومة الانتقالية بعد (15) يوماً في السلطة ودعا للخروج عليها تحت مسمى نصرة الشريعة الاسلامية، ووصف قياداتها بالديوك، ولم يعفِ من ذلك حتى (السيدات) واطلق على البروفيسور انتصار صغيرون لقب (ديكة العدة)، ووصف قيادات الحرية والتغيير بعضهم بالجهلول وبعضهم بالمدعو واخرين بالدعي، وهم اهل علم وشهادات عليا، واستنكر علينا ان ننتقد النظام البائد بعد (30) سنة حكم كان طابعها الفساد والابادة والقمع والقهر.
الطيب مصطفى نفسه كان يشكو من ذلك ويحس بالظلم والقمع عندما خرج من (الانتباهة) وتمت محاربته في (الصيحة)، حيث (لدغ) من جحر النظام اكثر من مرة !، فلماذا يابى علينا ذلك الآن ويصفني بـ(الملدوغ) ؟!! وصحيفته السابقة اوقفت لاكثر من ربع عام بسبب فتحها لملف فساد في الاراضي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد