صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

جارة !!

12

بالمنطق

صلاح الدين عوضه

جارة !!

 

*هل منكم من شاهد فيلم (Triangle)؟..
*فمن لم يشاهده منكم فأنصحه بأن يفعل…فأحداثه تشابه كثيراً من أحداثنا..
*وكأننا نستقل السفينة ذاتها…في مثلث برمودا ذاته..
*أما أحداثها فتتكرر باستمرار ؛ وكذلك الوجوه…والحركات…و النقاشات..
*وأيضاً مشهد الانطلاق من الميناء…بضحكات الفرح نفسها..
*باختصار ؛ هي رحلة بحرية تجسد مقولة التاريخ يعيد نفسه…(شر) تمثيل..
*ولكن من بين ثنايا هذا الشر تنبثق كوميديا مؤلمة..
*ومنها تسليط كل راكب لآخر نظرات تكاد تنطق بسؤال (أنا شفتك وين؟!)..
*وكتبت مرة عن قصة أسرع دخول في علاقة…وخروج منها..
*فأحد رفقاء حينا لم يكن يحلم بمجرد تحية من بنت الجيران الجدد…ذات الحسن..
*فإذا به يحظى بقلبها – بعد شهر – دوناً عن المتهافتين عليها جميعا..
*فقد كان الوحيد الذي بيده مفتاح هذا القلب…وهو حديث الفن الآسر الذي يجيده..
*وكانت هي عاشقة للفنون إلى حد الذوبان وجداً في أحاديثه..
*وبعد شهر ثانٍ انتهت علاقة الحب هذه…إذ لم تكن تعرف إنه يجيد أمراً آخر..
*وكانت بداية النهاية – أو نهاية البداية – حينا تصادفا مساءً..
*هي قادمة من (جارة)…وهو آتٍ من (جارة) التي بأطراف الحي ؛ كعادته ليلاً..
*وعوضاً عن فرحة اللقيا – من جانبه – أخذ يحدق فيها ملياً..
*ثم انطلق لسانه – ثقيلاً – يردد (أنا شفتك وين؟…شفتك وين؟…شفتك وييين؟)..
*فكانت آخر (شوفة)…وآخر كلام…..وآخر تلاقٍ..
*وأضحى تساؤل (شفتك وين؟) هذا يذكرني بكلٍّ من الفيلم الكئيب…والرفيق العجيب..
*والآن صار هنالك شيء ثالث يذكرني به أيضاً..
*وهو وعود التقشف الحكومي…وسفريات الوفود…وخفض فارهات الدستوريين..
*فقد كثرت مثل هذه الوعود دون أن نرى إيفاءً بها..
*وعلى سبيل المثال كان وزير المالية علي محمود قد قال (سيارات جياد تكفي)..
*ففرحنا…واستبشرنا…وقلنا هذا ما كنا ننادي به زمناً..
*فلم يحدث شيء إلى أن خلفه بدر الدين محمود…فكرر الوعد وأضاف إليه آخر..
*قال (ليس السيارات وحسب…وإنما الأسفار الخارجية كذلك)..
*ففرحنا…واستبشرنا…وقلنا لعل الوعد يصدق على يديه..
*وأيضاً لم يحدث شيء…إلى أن جاء الوعد من رئيس الوزراء بكري بذات نفسه..
*ففرحنا…واستبشرنا…وقلنا (بس هيا دي) هذه المرة..
*ولكن لم يحدث شيء كذلك ؛ بل زادت أسفار (السياحة)…وكثرت فارهات (الميري)..
*وأتى الآن رئيس الوزراء الجديد – معتز – ليطلق الوعود ذاتها..
*فهل نفرح ونستبشر كما (الهُبل) على طول؟…أم ننتظر لنرى (صدق الوعود)؟..
*فإن صدقت – ونتمنى ذلك – نقول له (وسيارات النظاميين كمان)..
*وإلا فلنلتمس الطريق إلى (جارة !!!).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد