صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حالهم عند رؤية الدرهم والدينار وراية السلطان!!

12

ماوراء الكلمات – طه مدثر
حالهم عند رؤية الدرهم والدينار وراية السلطان!!

(0) قالت المثلث الاقتصادي المكون من الاستهلاك والاستثمار والادخار، لا نصيب لنا فيه ولا ضلع نفاخر به، إلا الضلع المعوج، ضلع الاستهلاك، فلا تعجبك كل هذه الحشود والجموع التي تراها في الأسواق، فالغالبية هم مستهلكون، لكل ماتجود به الشعوب الأخرى، وأحسب أن العام الماضي، كان أقل الأعوام إنتاجاً في كثير من المجالات، وتحديداً الاقتصادية، ولكن انتاجنا الغنائي، فانه كان وسيظل يحافظ على موقعه الريادي!!، بل أن الإنتاجية كل ليلة تتكاثر في شكل قنابل عنقودية، اذا واصلت انشطاراتها، فانها ستقضي على كل أخضر جميل في الساحة الغنائية، ، قلت الحمدلله لدينا مانفاخر ونباهي به الأمم الاخرى!

(1) وجدتها تنظر بكل خشوع وخضوع وتواضع الى السحاب المسخر ما بين السماء والأرض، فقالت من الغيث ماينفع الناس ومايضر، قلت لها، كثير من أهل السودان صاروا يضيقون ذرعاً بهذا الخريف، قالت لأنهم لم يأخذوا باسباب الحيطة والحذر والاستعدادات الجيدة لاستقباله.

(2) وجدتها تقف أمام أحد رياض الاطفال، وأطفال الروضة يرمون كلباً هزيلاً بالحجارة، وآخرون يطاردون عصافير حطت على الاشجار، قالت الاطفال في قساوتهم مثل الكبار قلت أن الطبع غلاب، قالت بقليل من التوجيه والصبر يمكن التغلب على هذا الطبع!!

(3) وجدتها تبحث في تلال القمامة وتأخذ الجيد منه وتطعم به المحتاجين، ولما رأت استغرابي ودهشتي قالت الحكومة رفعت يدها عن الاهتمام بالفقراء والمساكين، فلا تحاولوا أن تقلدوا حكوماتكم، فان كل نفس بما كسبت رهينة.

(4) وجدتها تستمع إلى أغنيات جديدة لبعض الفنانين الشباب، قلت لها لقد جئت شيئا إدا، قالت قديم غنانا خير من جديد غالبية هؤلاء الذين يطلقون عليهم الألقاب الكبيرة جزافاً، وانما هي اسماء في غير مملكة.

(5) رأيتها تشاهد وتستمع لبعض الأئمة الذين صاروا يحللون الحرام ويحرمون الحلال، قلت لها بعض الأئمة تشعوذوا، و بالتيه والضلال تسربلوا، قلت هكذا حالهم عندما يرون الدرهم والدينار وراية السلطان، وأئمة الدنيا جعلوا المنابر المهاترات والبصق والإساءة، ومحاولة جذب أكبر عدد من المتابعين، وحصد آلاف (اللايكات والشير)ثم حصد الدولارات، ومن اليوتيوب والى الجيوب!!

(6) واستيقظت لاجد أنني كنت أخاطب نفسي، الحالمة بالعيش في مدينة، (لست بطماع) شبه فاضلة.

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد