صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حرامي الثورة

11

بلا حدود

هنادي الصديق

حرامي الثورة

بات من الواضح من تحركات المجلس العسكري ومليشيا الدعم السريع، ومن تصريحات رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، أن ثورة الشعب السودانية بكل زخمها قد سُرقت.
حزب الأمة ممثلا في رئيسه ونائبته أصبحا مثار شكك الشارع السوداني، من تصريحات (مشاترة) وزيارات سرية (لأبوظبي) رغم سمعة الإمارات السيئة هذه الأيام ودعمها لكل ما يؤدي لضرب الثورة في مقتل. حزب الأم وحلفاؤه (المجلس العسكري ومليشيا الدعم السريع) كشفوا حقيقة أنهم الثورة المضادة وليسو كتائب الظل والدولة العميقة التي استغلوها فزاعة، وليست هي (تيار نصرة الشريعة) الذي وضح أن المجلس العسكري استغله (مخلب قط) فقط لضرب قوى إعلان الحرية والتغيير وانتهى دوره أوعلى وشك حسب تعليمات (محور الشر).
صور ملأت الأسافير بالأمس تحدثت عن اتفاق وشيك بين (الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال) جناح عرمان، وبين المجلس العسكري من ناحية أخرى وهو ما سبق وأشرت له في هذه المساحة قبل أيام ولامني عليه البعض، والكل يذكر تصريحات عرمان وبكائيته أمس الأول بأنه قد تسلم رسائل من المجلس العسكري تطالبه بمغادرة السودان، ولم يكن حديث الرجل مقنعا للكثيرين، واليوم بات السؤال عن حقيقة علاقة الرجل بالمجلس أكثر إلحاحًا، فهل تلقى عرمان رسائل أخرى تطالبه بالبقاء بالسودان مثلا من ذات المجلس أم أن تصريحاته كانت مقدمة لهذا اللقاء والابتسامات التي زينت الصورة خاصة من جانبه وجانب (الكباشي) الناطق الرسمي باسم المجلس؟
الوضع الآن بات أكثر وضوحًا، والحكومة المدنية التي يطالب بها الثوار ومن أمامهم قحت أضحت مجرد أحلام تداعب خيال الثوار، ويجري الآن الإعداد لسيناريو بقيادة المجلس العسكري لتشكيل حكومة مدنية تتسق مع مطالب الاتحاد الأفريقي والأوربي من ناحية أخرى، ولن يكون فيها تمثيل لقوى إعلان الحرية والتغيير بحسب مخطط دول (محور الشر)، وسيمثل فيها حزب الأمة والصادق المهدي الذي لا زال يحلم باستعادة زعامته المفقودة، بجانب أحزاب (الفكة) والإدارات الأهلية وبعض الكيانات والشخصيات الوهمية (صناعة المجلس).
الحكومة القادمة سيمولها (محور الشر) وقد بدأ فعليا بإيداعه أكثر من 3 مليار دولار في حساب الحكومة كما روج لذلك بغرض دعم السودان في ظرفه الاستثنائي رغم أن شعب السودان قال كلمته في هذه الأموال.
وبعض الشخصيات والأحزاب والحركات المسلحة تسلمت أموالا من ذات المحور رغم نفيها، وكل ذلك بغرض إجهاض الثورة والاستقواء عليها ومن ثم تسليم السلطة لأصدقاء المحور حسب المخطط.
الصادق المهدي هو عدو الثورة الأول و(الحرامي) الذي قفز على ظهر الشباب ومشى فوق جماجم الشهداء، لم تمنعه دماؤهم التي خضبت شوارع القيادة ولا أزقة المدن والقرى والحواري، الصادق المهدي لم يكن إلا لصًّا محترفًا يسرق جهود الآخرين سياسيًّا، ولا يضيره أن يصبح حزب الأمة الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع طالما أن الأمر متعلق باستعادة سلطة مفقودة، وأموال تعين على مجابهة احتياجات الحزب لفترة الانتخابات القادمة، والتي يُمني فيها نفسه فيها باستعادة أمجاده والعودة لرئاسة الحكومة. ولعل الغزل المتبادل بين نائب رئيس المجلس العسكري حميدتي وبين الصادق المهدي يكشف حقيقة العلاقة بين الرجلين، فحميدتي في تصريحته لا يكف عن التغزل في حكمة الصادق المهدي، والأخير لم يتورع عن مدح حميدتي قائد المليشيات التي عاثت في دارفور فسادا وفي الخرطوم أزهقت العشرات من الأرواح ولا زالت.
حميدتي والصادق المهدي وجهان لعملة واحدة، يجب التصدي لهما ومن خلفهما البرهان وبقية أعضاء مجلسه الذي أهدر شرف العسكرية وجعله سبَّة في جبين أي عسكري سوداني.
على قوى إعلان الحرية والتغيير السعي لإخراج الثورة من هذا النفق المظلم الذي أدخلها فيه الصادق المهدي (بالجرجرة والولوة والفهلوة) السياسية، وأن تستفيد من القبول والالتفاف الثوري حولها خاصة بعد نجاح الإضراب السياسي العام يومي الثلاثاء والأربعاء، وإعلان الحكومة وفق ما تم الاتفاق عليه من الجهاز التنفيذي والتشريعي بنسبة (67%) ، ومن ثم التفاوض لاحقا على نسب المجلس السيادي ورئاسته، وأن تسعى (قحت) على إيجاد الدعم الدولي لضمان نجاح الخطوة نحو مدنية الدولة قبل أن يخرج عليها لصوص الثورة مرة أخرى بخطط أخبث وأسوأ من التي سبقتها، وعليها أن تعي الدرس بأن التأخير ليس من مصلحة الثورة ولا الوطن.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد