صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حكومة مستقلة أو تسقط

7

من الآخر

اسماء محمد جمعة

حكومة مستقلة أو تسقط

الأسباب التي أدت إلى انفجار ثورة ديسمبر كثيرة أهمها على الإطلاق حالة الفوضى السياسة التي انتهجها نظام الحركة الإسلامية، والذي أدى في النهاية إلى جعل السودان مملكة خاصة به وفاقدة لمقومات الدولة الطبيعية، ولست في حاجة إلى أن أشرح معاناة الشعب من هذا النظام والضغط الذي تحمله منه حتى انفجر وثار كله في مرة واحدة وكأنه على موعد مع الثورة، وهذا يثبت أن قسوة النظام وحَّدت مشاعره وأفكاره فاكتشف الحل جماعياً.
هذه الثورة قامت لتعالج هذا الإرث الذي جعل الحكم في السودان يبنى على المحاصصات والترضيات والتسويات، و أصبحت الحركة الإسلامية هي المالك والبقية تابعين تتكرم عليهم بالمناصب المنجورة التي إن قسمت على دول العالم لكفتها وتبقى منها الكثير.
اليوم يجب أن يستوعب المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير التي تمثل جماهير الثورة والحركات المسلحة وكل الأحزاب، أن الحكومة الانتقالية يجب أن تكون خالية من نهج النظام المخلوع، أي لا نريد فيها ممثلي أحزاب ولا حركات مسلحة ولا أي شخص من كوادر النظام المخلوع أو أي كيان ذا صبغة سياسية، وهي يجب أن تعترف أنها غير مؤهلة لعلاج مشاكل السودان في الوقت الراهن فهي مثقلة بمشاكلها الخاصة، فالحركات المسلحة أثبتت فشلها17 سنة، والأحزاب 30 سنة، مشاكل قسمتها إلى شراكات صغيرة كل يبحث عن مصلحته الخاصة التي لا تتوافق مع مصلحة السودان.
وفد قوى الحرية والتغيير الذي ذهب إلى أديس أبابا لإقناع الجبهة الثورية للعودة إليها بعدما خرجت بسبب حالة نفسية تعاني منها إسمها (الإقصاء) أصبح يحاول إرضاء قادتها بالمناصب، والمجلس العسكري يتحدث عن ضرورة إشراك كل الحركات والأحزاب في الحكومة، وهذا ليس عدلاً ولا هو مطلب الشعب فهو لم يثر ويخسر كل هذه الأرواح وكل هذا الزمن ويتحمل كل هذا العناء لتعود المحاصصات والترضيات ومن ثم تعود ذات المشاكل القديمة..
حقيقة الفترة الانتقالية تحتاج إلى كفاءات لا تنتمي إلى الكيانات السياسية أحزاباً كانت أم حركات مسلحة أو حركات غير مسلحة، هذه الكيانات مطلوب منها خلال هذه الفترة أن تقوم بعلاج نفسها وتأهيلها فهي ظلت ولا زالت تجيد صناعة الفشل وتمارس السياسة بمنتهى الأنانية وحب الذات والغباء، ولم يفشل المعارض منها في مقاومته للنظام المخلوع إلا لأنه استغل ضدها هذه الخصال السيئة التي لا تتناسب مع مبدأ المصلحة العامة، وما يحدث الآن من تأخير وجرجرة هو دليل على أن السودان لم يعد يملك كياناً سياسياً سليماً يعتمد عليه.
باسم الشعب السوداني نطالب المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وكل الأحزاب والحركات أن تتفق على حكومة مستقلة حتى لا تنشغل بمصالح كياناتها، ونحذرهم أن الثورة ما زالت مستمرة وقادرة على اسقاط أية حكومة غير مناسبة و الشعب في حالة استعداد مستمر.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد