صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خطبة الجمعة..

21

ساخر سبيل

الفاتح جبرا

خطبة الجمعة..

الحمد لله الذي كتب للشهداء أعلى الجنان، وللمدافعين عن أوطانهم النصر والرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). الحمد لله رب العالمين.. أعد الجنة لعبادة المؤمنين الصادقين ووعدهم بها وكان وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾. [التوبة: 111].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير… بشر الشهداء بالحياة الأبدية في الآخرة. فقال تعالى: ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169 – 171].
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين من هو الشهيد فقال صلى الله عليه وسلم (من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله).
أيها المسلمون:
إن الشهادة في سبيل الوطن اختيار واصطفاء، ، قال عز وجل:( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء) ، و الشهيد هو من قتل دفاعا عن دينه أو نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله ومما لا شك فيه أن الوطن هو مستودع لكل هذه الأشياء ففيه الأهل والعرض والمال، لذلك فإن الدفاع عنه من أكرم الطاعات منزلة، وأرفعها مكانة، وأكثرها بذلا وعطاء، وأخلدها ذكرا وثناء .
وقد ضحى شهداء هذا الوطن الأبطال الأوفياء بحياتهم دفاعا مقدرات هذه البلاد حيث لبوا نداء الواجب، وأدركوا أن التقصير في حمايه الوطن والذود عنه مما لا يمكن السكوت عليه فبذلوا في سبيل ذلك المهج والأرواح راغبين فيما أعده لهم ربهم، قال تعالى:( والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم* سيهديهم ويصلح بالهم* ويدخلهم الجنة عرفها لهم) .
نعم يا عباد الله إن شهداء الوطن ( أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون* يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين).
أيها المسلمون:
لقد أدى شهداء الوطن ما عليهم، وافتدوا وطنهم بأرواحهم الطاهرة، وصانوا ترابه بدمائهم الزكية، وأثبتوا أن حب الأوطان أغلى من الدنيا وما فيها، وأصبحوا قدوة حسنة لمن بعدهم، فهم مصابيح تضيء للأجيال طريق البذل والعطاء، وتجسد لهم عظمة التضحية وروعة الفداء.
اللهم ارحم شهداء الوطن الأوفياء، وارفع درجاتهم في عليين مع الأنبياء، واجز أمهاتهم وآباءهم وزوجاتهم وأهليهم جميعا جزاء الصابرين يا سميع الدعاء. اللهم أحفظ هذه البلاد من الإحن والفتن ما ظهر منها وما بطن .
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين.
. عباد الله :
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. وأقم الصلاة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد