صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خيبة سندريلا

50

صباحكم خير

ناهد قرناص

خيبة سندريلا

أرسلت لي قائلة (لماذا لا توجد تكملة لقصص الأساطير؟ لماذا تنتهي جميعها بالزواج والسعادة الأبدية ..؟ لماذا لم يذهب احدهم للسؤال عن الزوجين بعد السعادة الأبدية ؟ ) ..اسئلتها كانت بداية لرسالة غاضبة من فتاة ..خاب املها في الزواج واكتشفت ذلك باكرا من اول شهرين ..تذكرت رواية (سندريلا سكريت ) لكاتبة مصرية اسمها (هبة السواح) ..الرواية خفيفة وتناقش بطريقة مرحة ..احداث ما بعد الزواج السعيد لسندريلا ..التي اكتشفت ان الامير شخصية مملة جدا ..وانه لا يهتم بها ومشغول عنها ..فتقرر العودة الى الساحرة وتطلب منها العون لكنها تفاجأ بالساحرة وقد تركت ممارسة السحر واشتغلت مدربة تنمية بشرية.
صاحبة الرسالة تقول …انها تزوجت مثل سندريلا ..ابن احد العائلات الكبيرة ..زواجها كان اسطوريا وتناقلت صورها وسائل التواصل الاجتماعي ..لكنها ومنذ الأيام الأولى اكتشفت ان زوجها (مش بتاع جواز) ..كان سئ الأخلاق ..لا يتوانى عن ضربها في أبسط الأشياء ..الخلافات بدات من اول ايام شهر العسل ..ولم تتوقف المشاكل حتى طالبته بالطلاق ..فضحك قائلا (في ستين داهية ..تمشي باتا وتجي جزمة بي رباطها) ..حينها لملمت كرامتها وذهبت الى أهلها ..وهنا كانت الطامة الكبرى ..اذ لم يتقبل اهلها عودتها السريعة وكان كل همهم (الناس تقول شنو ؟) ..وهي الآن في بيت ابيها تعيش الامرين ..ذلك ان زوجها لم يكمل اجراءات الطلاق ..واهلها لا يساندونها في الخلاص ..اما اهله فهم يقفون بتحفز دفاعا عن ابن الأصول والعائلات.
صاحبة الرسالة ..حسمت امرها ..قررت بكل شجاعة انهاء زواج لم تظهر فيه بارقة امل ..لذلك لن اوجه رسالتي لها ..لكن حديثي لوالدتها ..ابنتك يا صديقتي فتاة شجاعة ..قرار الطلاق تتخذه النساء القويات ..اما الضعيفات فهن اللاتي يستمررن في العيش بتعاسة وهن يخشين ردة فعل المجتمع ..ساندي ابنتك ودعيها ترفع رأسها فهي رفضت المواقف الرمادية …عسى ان تجد مستقبلا من يستحق مشاركتها الحياة الجميلة والسعيدة.
اما رسالتي الثانية فهي لأهل الشاب .. اعتقد اعتقادا جازما ..ان أسؤا مكان في الجحيم محجوز لتلك الأسر التي تبحث عن عروس (لقطة) لابنهم الفاسد ..والذي فشلوا في تربيته وفكروا ان تتحمل بنت الناس طباعه السيئة!! ..ولا ادري لماذا لاتتم اقامة ورش عمل ودورات تدريبية للشبان المقبلين على الزواج ..اذ ليس المهم ان يكون الشاب قادرا على دفع المهر وتجميع ثياب الشيلة وشراء الذهب ..انما المهم ان يكون قادرا على تحمل المسؤولية واحترام تلك النفس الانسانية التي تركت بيت اهلها الذي ألفته واتت بكل طيب خاطر لتشاركه حياة مجهولة لا تعرف عنها الا النذر اليسير.عادة ما تجتهد الأسر في اعداد الفتيات للزواج ..ولا يطالب الفتى الا ب(الجهوزية ) المادية تحت شعار (الراجل بعيبو جيبو ).
تزوجي يا ابنتي صاحب الأخلاق الراقية ..والذي تطابق أقواله أفعاله ..حتى لو كان فقيرا ..فالمال يأتي ويذهب وتبقى الطباع التي لا تتغير ..يزيع بصرك المال ..ولا تجهرك أضواء السيارات الفخمة ..اذ انها احيانا كثيرة لا تحمل بداخلها امير سندريلا ..والساحرة كما ذكرت (هبة السواح) ..اعتزلت العمل ..فلا حذاء زجاجي ..ولا حفلة الساعة 12 ..لا شئ الا الواقع ..الذي بيدك ان تجعليه ساحرا كما الأساطير.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد