صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سلبطة..

11

بلا حدود

هنادي الصديق

سلبطة..

ولا زالت مفاوضات (اديس ابابا) تجري بين أطراف (نداء السودان) وقوى إعلان الحرية والتغيير بحثا عن عملية سلام حقيقي للبعض، ومحاصصة رخيصة للبعض الآخر وضحت من خلال التسريبات المتعمدة.
فبينما يتفاوض المتفاوضون، تظهر على السطح عمليات كر وفر كبيرة من خلف الكوليس بين قيادات الجيش وبين قيادة الدعم السريع، تحت متابعة وإشراف المجلس العسكري، وبرعاية مباشرة من نائبه محمد حمدان حميدتي الذي ظل في حالة تجوال مخاطبا جموع المواطنين البسطاء مستغلا وجود إعلام قوي متابعا تصريحاته أولا بأول، ليبشرنا في كل مرة ب(مفاجأة محتملة)، وان (الايام ستشهد) وبالفعل تتحق مفاجآته (المرتب لها سلفا) على ما يبدو ليتم الإعلان عن محاولة إنقلابية فاشلة لقيادات من قوات الشعب المسلحة، بزعم انها تابعة للنظام السابق وهي الفزاعة التي ظل المجلس العسكري يستخدمها لكسب تعاطف الشارع الذي خرج ثائرا ضد النظام السابق، ولكن الملاحظ أنه وفي كل مرة يتم الإعلان عن محاولة جديدة يعقبها تحرك موازي أكبر من قبل الدعم السريع او ما تسمى بمليشيات الجنجويد بفرض السيطرة على بعض المرافق العسكرية الحساسة، ولعل ما يؤكد حديثي هو إحتلال مليشيات الجنجويد امس لمقرات جهاز الأمن بولايتي النيل الازرق وشمال كردفان، الأمر الذي يشير إلى وجود مخطط بتصفية جهاز الامن والجيش السوداني لصالح قوات حميدتي، أو دمجها لتصبح هي الجيش الأول لدولة السودان.
ما يحدث الآن يشير بجلاء إلى أن فرض السيطرة هذا ستترتب عليه أمور أخرى ليست في صالح الثورة، خاصة في ظل تباطوء المفاوضات بين فرقاء نداء السودان وقوى إعلان الحرية والتغيير التي تجري حاليا بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، وسط تعتيم إعلامي واضح عدا بعض التسريبات التي تخرج أحيانا، وحتى في المفاوضات نجد أن المجلس العسكري (حاضرا وبقوة) وأعني محاولات ضغط بعض مكونات نداء السودان ممثلا في أركو مناوي ومالك عقار ومطالبهما بضرورة ان يكون لهما تمثيل في مجلس السيادة غم أنهما داخل كتلة نداء السودان وينطبق عليهما ما ينطبق على بقية مكونات النداء، ولكن يبدو أن الامور تسير في صالح المجلس العسكري اذا ما وضعنا في الإعتبار شخصية مناوي المراوغة والتي تطرح نفسها مع اي حكومة بغض النظر عن كنهها، وما يثير الشكوك لقائه مع نائب رئيس المجلس العسكري حميدتي في انجمينا قبل أيام وإتفاقهم الغامض الذي لم يتم إعلانه في وسائل الإعلام، ما يعني أن إصرار مناوي على التمثيل في المجلس السيادي لا معنى له سوى التأكيد على ان المجلس العسكري سيضمن مناوي لجانبه في المجلس السيادي، وهنا لابد من الاشارة إلى ان حركة تحرير السودان بقيادة مناوي لا قوات لها في الاراضي السودانية لأن قواته متواجدة الان تحارب بليبيا بذات طريقة تواجد مليشيات الجنجويد باليمن، وقس على ذلك. اما عقار فإصراره ايضا على تواجد الحركة بالسيادي ومنصب نائب رئيس مجلس الوزراء ليس له سوى معنى واحد هو ممارسة ذات العادات السابقة بالسلبطة لتقاسم السلطة والثروة مع اي حكومة، مع الوضع في الاعتبار ان عقار ليست لديه قوات على أرض الواقع، وما يحدث حاليا في اديس من مفاوضات ومطالبات بتقاسم السلطة وعدم نقل المفاوضات إلى الخرطوم، ابلع دليل لأنه يعلم سلفا اللا أرضية له داخل السودان.
بقى أن نضع في اعتبارنا ان أي حوارا بين هذه المكونات بدون وجود القائد عبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان وبدون وجود عبدالواحد محمد نور مؤكد سيكون حوارا ناقصا وله ما بعده.
نواصل…

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد