صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شهداء 30 يونيو القاتل واحد

12

 

 

من الآخر

اسماء محمد جمعة

شهداء 30 يونيو القاتل واحد

لم يكن يتوقع أحد أن مواكب 30 يونيو ستنتهي على سلام كامل، فالجميع يعلم أن المجلس العسكري الانتقالي يسترخص أرواح الناس مثل النظام المخلوع، ولكن ايمانهم بأن الثورة يجب أن تستمر حتى ينتصر الحق هو الذي كان يشجعهم على مواصلة جهادهم العظيم أمام السلطان الجائر. عندما تنصل المجلس العسكري الانتقالي من مسؤولية حماية مواكب 30 يونيو وحملها لقوى الحرية والتغيير، كان هذا غطاء للقتل الذي يعلم أنه سيقع، فهو في يده السلطة والسلاح والمال وعدد كبيير من الجيوش، إن أراد حماية افريقيا كلها لفعل، ولكنه مثل النظام المخلوع يتمسك بالسلطة ويتنصل من مسؤولياتها، وهذه فضيحة لن ينساها الشعب وذنب لن يغفره. انتهت مليونية الشهداء بوقوع عدد آخر من الشهداء والجرحى، حاول المجلس العسكري التنصل من الجربمة كالعادة وإيجاد سيناريو آخر يبعد به الشبهة عن نفسه ولكن بصماته كانت واضحة، وقد أصدر المجلس بيانا مضحكا إلى حد البكاء يتنصل من مسؤولية الجريمة التي تشبه تلك التي فعلها في القيادة، ويصف المواكب بالمحدودة مع أن كل العالم شهد عليها وما زالت الفضائيات العالمية تعيد المشاهد وهي مبهورة بالمليونيات.
المجلس لا يستطيع أن يكون أمينا حتى مع نفسه ما كان للمجلس العسكري ان يترك تلك المليونيات تتفرق دون أن يحملها قدرا من الأحزان والآلام والأوجاع ولسان حاله يقول في تحدٍّ (تاني تطلعوا؟) فيأتيه الرد مزيدا من الإصرار ومليونية الشهداء خرجت وفاء لمن غدر بهم أمام قيادته وهو يعتقد ان المجزرة (توّبت) الشعب من مواصلة الثورة ليكتشف أنها أعطته الدافع ليواصل و كما يقال يموت ثائر وتنبت الأرض ألف ثائر. كل مرة يقول المجلس إن المظاهر العسكرية التي جعلت من مظهر الخرطوم منطقة حرب مليشيات، هي من أجل حماية المواطنين ولكن الحقيقة منذ ظهورها و المواطنون يشعرون بالتهديد وهناك تمييز في حماية التظاهرات. صبيحة اليوم التالي لــ 30 يونيو أفاقت أم درمان على جثث ثلاثة من الشباب الثوار قتلوا وألقوا خلف قصر الشباب والأطفال، وظلت الشرطة موجودة هناك بكثافة، ولكن نقول لها لا تبحثي كثيرا عن دوافع الجريمة وأسبابها وكيف وقعت فبصمات القاتل واضحة بالنسبة للجميع ولن يصدقها أحد إن قالت غير ما يعرفون، والقاتل هو من قام بمجزرة القيادة عموما سلوك المجلس العسكري مع الجماهير يوم 30 يونيو يعتبر نقطة سوداء جديدة في صفحته المليئة بالسواد، ونرجو من الله أن ينقذ منه الشعب، فهو حقا ظاهرة مرضية مدمرة غريبة تتكرر في السودان وتستحق أن يدفع الشعب أي ثمن لعلاجها والتخلص منها، والثورة هي العلاج الآن وستوفر الوقاية مستقبلا لذلك يجب أن تستمر ويجب أن يدعمها كل الشرفاء، أيا كانت اتجاهاتهم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد