صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صحافيون وصحف ونقابة

13

بشفافية

حيدر المكاشفي
صحافيون وصحف ونقابة

ظروف خاصة حالت دون حضوري بصفتي الشخصية ومشاركتي في اللقاء التشاوري الذي نظمته يوم السبت اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين والذي تم من خلاله مناقشة مسودة النظام الاساسي للنقابة، وكم كنا نتمنى أن يدخل الصحافيون موحدين لهذا اللقاء التشاوري بلا انقسام في صفهم، ولكن رغم أن هذه الأمنية لم تتحقق للأسف الا أننا لم ولن نقطع العشم فى امكانية تحقق وحدة الصف الصحفي وسنفرغ جهدنا مع آخرين للوصول لهذه الغاية النبيلة، وعلى كل حال تبقى هذه الخطوة التي ابتدرتها اللجنة التمهيدية خطوة مهمة في طريق بناء نقابة حقيقية تعيد المهنة الى وضعها اللائق وللصحافيين حقوقهم المضاعة ومكانتهم التي يستحقونها، ويقيني أن الصحافيين يتطلعون لأن تتجاوز بهم نقابتهم المنتظرة الأوضاع البائسة التي يعيشونها، وهي اوضاع معلومة لديهم بالضرورة لا داعي لتفصيلها، غير أنه من المهم هنا ان نشير الى الرابط العضوي الذي يجمع الصحافيين بصحفهم، وهو ارتباط لا فكاك منه، وفي ذلك نقول صحيح أن الصحافيين يعانون الأمرين ولكن الصحيح أن الصحف أيضا تعاني مادياً لاعتبارات معلومة ولن يكون بمقدورها تلبية مطالب تحسين الاجور وبيئة العمل ومعيناته بالمستوى المرضي للصحافيين، ولهذا لا يجب ان نلقي بتبعة هذه التحسينات بالكامل على الناشرين ان كنا نروم بشكل جاد وعملي فعلياً الحصول على زيادات حقيقية لأجور الصحافيين وتحسين بيئة العمل ومعيناته …
لا خلاف على سوء الأوضاع المادية للصحافيين وتردي البيئة التي يعملون فيها، وأبسط مقارنة مع اقرب الدول الينا تكشف الفرق، ولعل أفضل ما يعبر عن هذا السوء هو ما قاله الصحافيون أنفسهم ، كان ذلك في منتدى أقامه مجلس الصحافة قبل سنوات؛ خصصه لمناقشة أوضاع الصحافة وحقوق الصحافيين، وكان أن وجد الصحافيون المغلوبون على أمرهم في ذاك المنتدى فرصة مواتية لإفراغ كل الهواء الساخن المحتبس في صدورهم، جراء الأوضاع البائسة التي يكابدونها، ومن بين الأقوال الحارقة والنفثات الحرى التي أطلقوها تنفيساً عن حالهم، أن قالوا بالحرف وصفاً لأوضاعهم، (نحن لسنا صحافيين..نحن بنغالة مسترقين..وهذه التي نعمل فيها ليست صحفا بل كناتين) ، ووصف الصحف بالكناتين يأتي تصديقاً للوصف الذي أطلقه عليها أمين المجلس السابق الأخ العبيد مروح، وبوصف الصحافيين لأنفسهم بــ(البنغالة) أرادوا أن يقولوا إن أجورهم هزيلة وضعيفة تماثل الأجور التي تتلقاها العمالة البنغالية مع الاحترام لهم، ومن يومها دخل هذا المصطلح قاموس الصحافيين ،كما أن وصف الصحف بالكناتين الذي اتفق فيه الصحافيون مع أمين المجلس السابق يكفي وحده دليلاً دامغاً على سوء أوضاع هذه الصحف من كل النواحي ( بنيات أساسية ومعينات عمل الخ الخ ) ،ولهذا في تقديري ستبقى أية زيادات وتحسينات لاحوال الصحافيين والعمل الصحفي تقترحها أية جهة مجرد مزاودة مالم تسع تلك الجهة بجدية لتحسين أوضاع الصحف نفسها، اما بدعم الدولة المباشر لها كما تفعل الكثير من الدول أو بطريق غير مباشر بإلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية علي مدخلات الصناعة الصحفية والتي تشمل الورق والاحبار وكل مستلزمات الطباعة والمساعدة في تحصيل ديون الاعلانات، اما بغير ذلك ستظل أحوال الصحافيين تراوح مكانها …
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد