صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صدقناك يا حميدتي

13

 

تأمُلات

كمال الهدي |

· عاد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي مجدداً للخطاب فارغ المضمون.

· أكد حميدتي خلال حشد بمنطقة حجر العسل أن الشخص الذي استطاع أن يصور 59 صورة وفيديو هو بالضرورة من كان وراء فض الاعتصام بتلك الوحشية.

· وردد (الفريق) مجدداً أن قواته (مظلومة)، وأن هناك مندسين وأجهزة مخابرات اخترقتها من أجل تشويه الصورة.

· وأقسم (ابن) حمدان دقلو قسماً مغلظاً للتأكيد على أنهم لا يكذبون.

· صدقنا يارجل قولك أن الشخص الذي صور الفيديوهات هو المسئول عن فض الاعتصام، وأن أجهزة مخابرات أجنبية اخترقت قواتك لكي تشوه صورتها، لكن ألا تعتقد أن ذلك مدعاة لأن تنسحب من المشهد كلياً!!

· إذ كيف لفاقد السيطرة على مليشيته (القبلية) أن يصر على أن يشكل عنصراً أساسياً في قيادة بلد بحجم السودان؟!

· كيف تؤكد أن قواتك تمثل صمام الأمان للبلد وهي المخترقة بكل هذه السهولة لدرجة ارتكاب مجزرة تستمر لساعات طوال تحت مكاتبكم بقيادة الجيش دون أن تستطيع أنت وبقية أقاربك القيادين من إيقاف قتل وإغتصاب وضرب وإذلال مواطني هذا البلد الذي تزعم أنك حريص على عبوره بأمان؟!

· أما حكاية أنكم لا تكذبون فقد حاولت بقدر استطاعتي تصديقها، لكن استعصى علي الأمر.

· وأود في هذه المساحة تذكيرك بعدد محدود من مواقفك لتعيد النظر بنفسك بعد ذلك، وتسأل هذه النفس الأمارة بالسوء مجدداً عما إذا كنتم تكذبون أم لا!

· لو تذكر أنك في أول ظهور لك وسط قواتك بعد بداية ثورتنا الباسلة قلت أن البلد (خيرها كتير) وأنكم اكتشفتم أنها منهوبة.

· وعدت مجدداً لذات الحديث بعد سقوط البشير، مؤكداً أن كل فاسد سوف يُحاكم بـ (القانون)، وأن كل من سرق أموالاً لابد أن يعيدها لخزينة الدولة.

· وما زلت حتى البارحة تردد نفس العبارات، لكنكم وعلى مدى ثلاثة أشهر لم تُحاسبوا فاسداً واحداً من النظام الذي صنعكم جميعاً من العدم.

· حتى من تحفظتم عليهم في وقت سابق تم اطلاق سراحهم دون توجيه تهم محددة (جمال الوالي نموذجاً).

· وقد أشرت لجمال تحديداً لأن غالبية السودانيين يعتبرونه أحد أهم رموز الفساد المالي في نظام الكيزان البغيض، فلماذا لم توجه له أي تهمة، أو يتم التحقيق معه، حتى نقف على جديتكم في محاكمة كل متهم أو فاسد بـ (القانون)!!

· وما دمت تستمتع بالحديث النظري عن ضرورة محاكمة الفاسدين دعنا نسألك: من أين لك بكل هذه الأموال وأنت القائل دوماً أنك صرفت كذا وكذا لتسيير دولاب العمل في الدولة!!

· لن نتهمك بشيء، لكن طالما أنك راغب في حل كل شيء بـ ( القانون) فلما لا تبين للناس مصادر ثرواتك الهائلة التي تمكنك من الصرف على دولة بأكملها، حتى يطمئن الشعب وتتوقف حملات تشويه صورة قواتك غصباً عن أي مندس أو حاقد على هذه القوات؟!

· منذ التاسع من رمضان تؤكد أنت وبقية أعضاء مجلسكم أنكم سوف تكشفوا للسودانيين من قتلوا أبناءهم في الثامن من رمضان.

· لكن وعدكم (طلع فشوش) حين أتيتم بعدد من الشباب الذين قدموا شهادات لقناة الإفك والإفتراءات (تلفزيون السودان) حول ما جري ، ولم نسمع منهم اعترافات بأنهم من قتلوا المعتصمين وحراس التروس الأنقياء.

· ثم رددت أنت والبرهان أكثر من مرة أنكم عرفتم من ارتكبوا مجزرة 29 رمضان، وأنهم رهن الاعتقال، وأن التحقيقات معهم مستمرة لذلك لن تكشفوهم للناس.

· والسؤال هنا: كيف يكون المجرم معروفاً ومعتقلاً وفي ذات الوقت تتحدثون عن تحقيقات جارية!!

· فالمعروف أن التحقيقات غير المكتملة تعني أن هناك متهماً وليس مجرماً.

· أما عندما تحدثون الناس بملء الفم عن معرفتكم بمن خطط ونفذ مجزرة بهذه البشاعة فالطبيعي في مثل هذه الحالة أن تكشفوه للناس فوراً ودون تأخير.

· سبق أن أكد الناطق باسم مجلسكم أن المجلس خطط واجتمع وقرر فض الاعتصام، بينما تتنصلا أنت ورئيس المجلس وتنكران الشينة، فمن نصدق منكم!!

· قد نفهم أنكم عساكر لا خبرة لهم بالسياسة وتعقيداتها أو تجويد الخطاب الإعلامي.

· لكن ما لا نفهمه هو اعتمادكم على جيش من المستشارين الأرزقية من ضباط معاشيين عجائز (محللين مفترضين) لا يخافون رب العزة فيما يبدو، لذلك يكذبون كل يوم، علاوة على شباب متكسبين يحاولون الدفاع عن مجلسكم لكنهم في واقع الأمر يباعدون بينكم وبين شعب السودان كل ساعة بسبب أكاذيبهم المفضوحة وخطابهم الركيك الضعيف ومشورتهم المُهلكة.

· أما السؤال الأهم فهو: طالما أنكم واثقون من عدم تورط مجلسكم في مذبحة فض الاعتصام وتؤكدون كل يوم على أن هناك من يحاولون الإساءة لقواتكم فلماذا الإصرار على الحصانة الجنائية لأعضاء مجلس السيادة!!

· ومن أنتم أصلاً حتى تتوقعوا أن يقبل الثوار بتحصينكم لأنفسكم من الحساب!!

· هل تظنون أنكم أهم وأقيم لشعب السودان من خيرة الشابات والشبان الذين فقدوا أرواحهم في تلك المجازر!!

· من الذي أوهمكم بأن السودانيين يمكن أن يسترخصوا دماء أبنائهم مثلما تفعلون أنتم!!

· ما يجب أن تتأكدوا منه تماماً هو أنه لا قوى الحرية والتغيير ولا أي قوة في الأرض يمكن أن تضمن لكم الإفلات من الحساب.

· البريء والصادق الأمين الحادب على مصلحة البلد والحريص على عبورها لبر الأمان لا يخاف شيئاً يا حميدتي.

· لن تثبتوا براءتكم بكثرة اللقاءات الجماهيرية، ولا بالخطب الرنانة، أو القسم المغلظ، بل تتطلب هذه البراءة فقط قبلوكم بسيادة القانون فعلاً لا قولاً، فهو الوحيد القادر على إثبات هذه البراءة من عدمها.

· سؤال أخير: من قال لك أن الذخيرة لو دورت عمارات الخرطوم ستسكنها الكدايس!! ألم تر كيف ظل نساء ورجال وأطفال البلد يواجهون الآلة العسكرية الغاشمة بصدور عارية!!
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد