صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ضغط عالي

10

صباحكم خير

ناهد قرناص

ضغط عالي

 

 

 

تجد في كثير من الاحيان علامة تحذيرية كتب عليها (احذر ..كهرباء ضغط عالي )..وقد كنت امر عليها سريعا ..ألا انني هذه الأيام بدات اتمعن في معاني اللافتات ..وقد خرجت بتفسير لمعنى اللافتة غير ذلك الذي رفعت من اجله ..اكتشفت ان هناك علاقة مباشرة بين الكهرباء وعلو ضغط الدم في الانسان السوداني ..مع كل انقطاع للتيار الكهربائي ..يفرز جسم الانسان كمية خرافية من العرق ..مما يؤدي الى تركيز الاملاح في الدم ..وبالتالي ارتفاع الضغط ..هذا غير العوامل النفسية الناتجة عن تعطل الأعمال وخدمات الجمهور (حدث ان ذهبت لقسم الكهرباء تبعنا لشراء كهرباء .فوجدت الكهرباء مقطوعة عندهم ..فقلت في نفسي ..جيتك يا عبد المعين تعين )..كذلك ارتباك حركة سير المركبات في الشوارع نتيجة للاشارات المتعطلة ..(طبعا لو كنت من ذوي الحظ التعيس الهردبيس ..تاخذك الأقدار الى اشتباك مروري في احدي الاشارات القاطعة كهرباء ..هذه فعلا ..قصة اخرى).
الايام الماضية ذقنا الامرين من شركة الكهرباء السودانية ..والتي مارست فينا اشد انواع التعذيب بانتهاج قطع غير مبرمج للكهرباء ..وصل الى حد انقطاع الكهرباء في ايام العطل الرسمية والتي من المفترض ان تكون الحمولة فيها خفيفة ..أذا صح ان ذلك هو سبب تذبذب التيار اثناء الاسبوع ..صار التيار الكهربي ينقطع بمعدل ثمانية الى اثتني عشرة ساعة يوميا ..ولا يمكن ان يمر يوم دون قطع ..توقعنا ان يطلع بيان يفسر لنا ما هي المشكلة ..وهل هناك اي نوايا لحلها ؟ لكن كالعادة ..يلتزم العاملون بشركات الكهرباء الصمت والمفترض علينا نحن ان (نضرب الرمل ..او نقرأ الكف ) حتى نعرف ما يحدث خلف الكواليس.
بناء على ما سبق قلنا ندلي بدلونا ربما اصاب سهمنا ..(رغم انتفاء الخبرة والتخصصية )..فاسمعوا كلامنا وارموه البحر ..اولا : اضافة الحساسات وهي اجهزة يتم تركيبها ضمن شبكة المكان ..وتعمل على فتح واغلاق الشبكة حسب توفر أشخاص في المكان ..نظام الحساسات معمول به في أغلب الدول حتى تلك التي لا تعاني من مشاكل مادية ..حتى ولو كانت الحساسات مكلفة لكنها تساهم في ترشيد الكهرباء خاصة في المرافق العامة (الما عندها وجيع) ..مداخل المؤسسات ..المخازن .مكاتب الموظفين ..لو تم تركيب الحساسات ..ستعمل الاجهزة الكهربائية طالما هناك شخص داخل المكان ..مجرد خلو المكان ستطفأ تلقائيا .
ثانيا : الطاقة الشمسية ..وهنا ينطبق علينا قول الشاعر (كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ) ..لدينا شمس لا تغيب طوال ايام العام …. لماذا لا تستفيد شركات الكهرباء منها ؟..أذ يمكن تركيب ألواح شمسية ضخمة في صحراء البلاد ..ويمكن ربط كل اضاءات الطرق الداخلية داخل المدن ..والطرق السريعة التي تربط بين المدن ..كما يمكن ربط كل اشارات المرور بها ..مما يضمن استقرارا للتيار وبالتالي انسياب حركة المرور وتقليل نسبة الحوادث ..ايضا يمكن ربط كل مباني المرافق العامة من مدارس اساس وثانوي ..ومساجد (من المؤسف حقا ان تجد امام المسجد يقف كل فترة ليستجدي جموع المصلين عشان يجمعوا حق الكهرباء ..هذا يحدث في دولة ترفع الاسلام شعارا)..لو كنت في مكان الشركة السودانية للكهرباء لأسرعت في اخراج كل المرافق العامة من مؤسسات حكومية وشوارع ومساجد ومدارس من الشبكة القومية وربطها بمشاريع الطاقة الشمسية ..هذا سيؤدي الى تخفيف الحمولة من كاهل الشركة وبالتأكيد سينعكس على الامداد الكهربي للقطاع السكني والتجاري.
ثالثا : رجاء ..اعملوا دراسة كاملة بالمشكلة الاساسية المتسببة في انقطاع الكهرباء كل صيف ..ما ممكن اخرجونا من هذه الدوامة يا جماعة ..العالم فرغ من بناء الارض ويتجه الى استعمار الفضاء ..ونحن لانزال في ابجديات العيش الكريم ..وحقوق الانسان الاساسية ..
رابعا : هل من الممكن توفير خلايا شمسية للمواطن العادي على أن تكون في متناول اليد ؟ اعتقد ان مركز أبحاث الطاقة الشمسية لديه القدرة على ذلك لو أتيحت له الفرصة ..وتم منح التمويل اللازم لذلك .
كنت أود الاستطراد ..لكن الكهرباء قطعت ..فتوقفت عن الكلام المباح

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد