صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

طبز العين باليد.. وزيرة المالية نموذجاً

15

بشفافية _ حيدر المكاشفي

طبز العين باليد.. وزيرة المالية نموذجاً

يقول أحد أمثالنا الشعبية السودانية فيمن يأتي فعلاً أو قولاً يعود عليه بالمعكوس والناكوس والضرر، فلان هذا (طبز عينه بيده)، وقد انطبق هذا المثل على وزيرة المالية د. هبة عطفاً على تصريح لها سنأتي عليه، وفي الاثر أن رجلاً جاء إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد فقئت عينه يشتكي مَن فعل به هذا، وقد أشفق الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا في مجلس سيدنا عمر على هذا الرجل، وتوقعوا أن يحكم له عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكن عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعله يقول: انظروا لمن فقأ عينه فقد يكون قد فقئت عيناه، وأيضاً انطبق على الوزيرة ما جاء في هذا الأثر كما سنوضح حين نعرض لتصريحها المشاتر المشار اليه، فهي قد طبزت عينها شخصياً بتصريحها من حيث كون انها من أبرز وأهم المعنيين بادارة شؤون البلاد المالية والاقتصادية، وعاد عليها تصريحها بما يؤخذ عليها شخصياً، كما انها فقأت عيني الاقتصاد الاثنين بما تسبب فيه التصريح من قفزة كبيرة في أسعار الدولار في السوق الموازي، فما هو هذا الحديث الضار الذي أضر بالوزيرة وبأسعار العملات الأجنبية..

في أول ظهور لها بعد احتجابها عن المشهد العام بسبب اصابتها ب(كورونا) نسأل الله لها شفاء تاماً من كل وباء ومرض ومن كل شيطان وهامة وعين لامة، قالت الوزيرة أو بالأحرى رددت ما هو معلوم للكافة حتى للاعبي (الضالة) تحت ظلال أشجار كردفان، قالت إن البلاد تعاني من شح في الموارد الاقتصادية، وأضافت أن الموارد الموجودة غير كافية لسد احتياجات البلاد، وزادت: (نحنا السبب في المشاكل، والدولة مافيها قروش وعديمة موارد والظروف صعبة والاحتياجات كثيرة) وختمت بالقول (إن جائحة كورونا تتسبب في خسائرة فادحة للاقتصاد رغم أن الاقتصاد فقير ويعاني من أزمات، ومرتبات العاملين بالدولة كبيرة ومواردنا ضعيفة، شغالين تلقيط نجيب القمح، الغاز يقطع ونستورد وقـود يكون غير كافي، الدولة مافيها قروش وماشة بقدرة قادر)، وقد أدت تصريحاتها هذه لارتفاع سريع في التو واللحظة لاسعار العملات الاجنبية، اذ قدم تصريحها المجاني هذا خدمة مجانية لتجار العملات والمضاربين فيها فسارعوا بلا إبطاء لرفع الاسعار، ولا أدري هل فات على الوزيرة ان أسعار العملات في السوق الموازي يرفعها تصريح ويخفضها آخر، أم انها لا تدري كيف تتعامل مع الاعلام ولا تدرك ان العامل النفسي هو الذي يتحكم أحيانا في أسعار العملات رفعاً وخفضاً، وتحضرني في هذا الخصوص عددا من التصريحات والمناسبات أدت الى خفض الاسعار، نذكر منها تصريح الرئيس الأمريكي المنصرف ترامب الذي أعلن فيه رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وعند زيارة وزير الخارجية الأمريكي السابق بومبيو للبلاد، وكذلك عند توقيع اتفاقية سلام جوبا، وكل مرة عندما يتم الاعلان عن اقتراب استلام الحكومة لودائع مليارية من بعض دول الخليج، والعكس صحيح عندما يصدر تصريح مثل تصريح الوزيرة المار ذكره.. فما كان أغنى الوزيرة عن هذا القول الذي لا يعلمه الناس فحسب بل يكابدونه يومياً، ولهذا ننصحها ان لم يكن لها مستشارين ان لا تخرج للناس ولا الاعلام الا لتقول خيراً، والا فعليها ان تصمت..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد