صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عاصم عمر وكفى !!

9

بلاحدود

هنادي الصديق
عاصم عمر وكفى !!


برأت المحكمة الثلاثاء الماضي الطالب عاصم عمر المتهم بقتل شرطي خلال احتجاجات طلابية وقعت في العام 2016، وحتى لا ننسى كانت هذه الاحتجاجات الطلابية ضد مارشح عن محاولة لبيع جامعة الخرطوم.
هكذا بعد ثلاثة سنوات بالتمام والكمال يتنسم عاصم الحرية ويتنشقها وما أطيب ريحها هذه الأيام ، كثيرة من الأسئلة إستوقفتني في هذه القضية التي كتبت عنها وعن وقائع المحاكمة بالتفصيل وحرصت على حضور جلساتها ، ولكن الاستفهامات الحيرى الآن والتي تحتاج إلى الإجابة ، هي أن عاصم أكد للعالم أجمع كم في السجن مظاليم خاصة عندما يكون الأمر على صلة بالسياسي.
عاصم ذاق الأمرين فهو ليس متهماً في قضية ينتهي الحكم فيها سريعاً بل جريمة قتل نظامي ، وبالتالي التحري حولها يستغرق وقتاً طويلاً وفترة انتظار الحكم وكل ذلك يكون والمتهم مقيد بالسلاسل ، وغيرها من أنواع الضغوط ناهيك أن تعاد القضية مرة أخرى وتبدأ التحريات فيها من جديد.
لم تضع ثلاثة سنوات من عمر عاصم فقط بل عصرت أسرته على الألم وذرفت الدموع وتقطعت نياط قلوبها وهي تتابع مجريات الهم الثقيل الذي نزل عليها من حيث لا تدري ، ولولا وقفة رفاقه وزملاءه لما تماسكت واستطاعت تجاوز هذه المحنة بالصبر حتى جزاها الله عن صبرها وعاد عاصم الى حضن أسرته من جديد.
السؤال أيضاً لماذا لاتهتم إدارات الجامعات بمثل هذه القضايا ولو بتقصي عن حقيقتها مهما كانت الشقة بينها وبين الطالب المتهم في هكذا قضية بعيدة ، فتحكيم العامل التربوي في مثل هذه القضايا مهم أكثر من الموقف السياسي ومن شأنه معالجة كثير من أوجه الخلاف ، لكن هذا دائماً غير متوقع من الذين جاؤا لهذه الصروح التعليمية الكبرى بالتعيين وليس الانتخاب وبالتالي لن تفرق معهم حتى ولو أعدم هذا الطالب وإلا ما الذي يفسر عدم زيارتهم له بعد البراءة.
لم أحس يوماً أن عاصم خسر هذه السنوات بقدر ما أنا فخورة بأن في هذا الجيل من كالصخر لا يفت عضده مهما تكالبت عليه الضغوط ولن ينكسر لأي رهان بل يمد رفاقه بالمعنويات وهو من داخل الزنازين فلم تلين له قناة ، وبذلك نال هذا الشرف )كلنا عاصم( وتوحد الجميع في الدفاع عنه.
يظل عاصم عمر أيقونة هذا الجيل في الصمود ورمزاً للعزة والثبات والوعي بالحقوق ويجب علينا جميعاً أن نكرمه التكريم الذي يليق به ، إنه عاصم عمر وكفى!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد