صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عبثية مؤتمرات (الكباشى) !!..

7

مناظير

زهير السراج

عبثية مؤتمرات (الكباشى) !!..

 

 

 

 

* سمعتُ جعجعة ولم أرَ طحناً .. هذا ما خرجتُ به من المؤتمر الصحفى لعضوي المجلس العسكري (الكباشى والبرهان) اللذين لا ادرى سبب مخاطبتهما كل مرة للصحفيين والراى العام بهذا الغرور والإستعلاء الشديدين، إلا إذا كانا يظنان نفسيهما مختلفين عن بقية خلق الله، أو للرتبة العسكرية الرفيعة التى وصلا إليها خلال العهد البائد .. !!
* وليسمحا لى هنا بسؤال مهنى أرجو أن يقرآه من ناحية مهنية بحتة بدون ان يجنح خيال أحدهما الى أنه استهانة بهما أو بالجيش:( هل لدينا جيش من حيث العدد والتسليح يستوجب أن يكون قائده العام برتبة (لواء) دعك من وجود كل هذا العدد الكبير من الفرقاء واللواءات، فضلا عن هيئة اركان مشتركة وجيوش لا حصر لها مجرد اسماء فقط، ومبنى ضخم للقيادة العامة عبارة عن ابراج وغابات اسمنتية وحيشان فاضية لا يوجد بداخلها شئ، ولا تنطبق عليها بأى شكل من الاشكال مواصفات القيادة العامة للجيش التي يجب ان تكون على اعلى درجة من السرية والكفاءة وتقنية الاتصال والخرائط الحربية والخطط العسكرية واحدث انواع التسليح ..إلخ .. وغيرها من المواصفات التى يعرفها الخبراء العسكريون ويفرض وجودها أنها القيادة العامة للجيش التى يجب ان تتحكم في كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالقوات المسلحة وتقع عليها مهمة حماية الوطن .. هل لدينا قيادة عامة للجيش بهذه المواصفات، وهل لدينا جيش (من ناحية العدد والعتاد) يستحق أن يكون به كل هؤلاء الفرقاء واللواءات وبقية الرتب العسكرية .. أم هى مجرد مظهرية ونجوم على الأكتاف وأوسمة على الصدور .. وغرور في التعامل الناس؟!
* يدعونى هذا للقول مجددا، أن الجيش كان أكبر ضحية للعهد البائد الذى دمره بالكامل كأى شئ جميل في هذا البلد وشرد كوادره، وصفى معسكراته وجرده من السلاح، وأنشأ مليشيات موازية له تفوقه عتادا وسلاحا وأفرادا وتفرض عليه إراداتها وقرارها .. وهنا أتوجه بالسؤال لأى جندى مهنى : (هل يعقل أن يكون في بلد واحد جيشان لكل منهما قيادة منفصلة واستقلالية كاملة في إتخاذ القرار بدون ان يخضعا لقيادة موحدة في اعلى الهرم ؟) !!
* لا بد من تصحيح هذا الوضع الشائن والخاطئ، ولا بد من إعادة بناء الجيش وتطويره ليكون فخرا لنا، نتغزل فيه وندافع عنه كما يدافع عنا، ولا نرضى ان يكون له بديل بأى شكل من الأشكال أو أى مسمى من المسميات .. وعلى كل مواطن حر وكل جندى حر ان يسعى لذلك .. وإذا عدَّ البعض هذا السعى من قبل قوى الحرية والتغيير ومطالبتها باعادة هيكلة جهاز الامن والاستخبارات وقوات الدعم السريع وعودة القوات المسلحة الى ثكناتها (مخططا) لتصفية المنظومة العسكرية والامنية ــ كما وصفه (الكباشى) في المؤتمر الصحفى الأخيرــ فليكن كذلك، لأنه مخطط وطنى مخلص يسعى لتقويتها وتطويرها، يستحق الساعون إليه الاوسمة والنياشين، وليس العكس كما يعتقد سيدنا (الكباشى) الذى يحمل رتبة عسكرية رفيعة جدا يدرك جيدا انها لا تعادل رتبة وسيطة او صغيرة في اى جيش لدولة من دول العالم الثالث المجاورة دعك من جيش لدولة كبيرة .. فما الأفضل له، أن يكون رائدا أو عقيدا بمؤهلات وقدرات عسكرية عالية في جيش قوى، أم فريقاً بمؤهلات ضعيفة في جيش ضعيف، لا يزيد تسليحه عن عربات بكاسى قديمة واسلحة من الحرب العالمية الثانية؟! ولا بد أن نكون صريحين وصادقين مع انفسنا في الاجابة على هذا السؤال !!
* نأتى الآن للمؤتمر الصحفى، وقبل أن اخوض في المحتوى .. فإن الشكل كان في غاية السوء، كعادة المؤتمرات الصحفية التى ظللنا نشاهدها هذه الأيام سواء للمجلس العسكرى أو لغيره، فليس هنالك مؤتمر صحفى تُجاب أسئلته بالجملة، ويكون المجيب جالسا كأنه في جلسة أنس أو (قعدة) تتيح له ان يتحدث كما يشاء، ويجرى حصر السائلين وكتابة اسمائهم وتقديمها للمسؤول قبل ابتدار الإسئلة والاجابة عليها التى قد تغنى عن المزيد من الاسئلة، او توّلد المزيد من الاسئلة وطلب المزيد من التوضيح حول بعض الاجابات غير المكتملة او غير الواضحة، فضلا عن ضرورة واهمية وضوح الصوت للسائل والمجيب، وإظهار صور السائلين ومعرفة اسمائهم ولأية جهة ينتمون .. ما يحدث في هذه المؤتمرات عبث يدل على عدم فهم لاهدافها واهميتها وكيفية تنظيمها .. (أسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) .. أو ياخى (شوفوا أى مؤتمر صحفى في أى مكان في العالم وسوا زى ما بسوووا .. صعبة دى؟)
* اعطانا (ياسر العطا) محاضرة عن الوطنية وتاريخ الثورة، ناسيا انه في مؤتمر صحفى له مهمة محددة، وليس في محاضرة لتلاميذ مدرسة ابتدائية، وتحدث مطولا عن الذى كانوا يريدون ان يفعلوه إذا وجدوا الفرصة ليحكموا البلد، وهى ذكريات تحكى للاصدقاء في جلسات الانس، أو في أحسن الأحوال في برنامج (أسماء في حياتنا)، وليس في مؤتمر صحفى يترقبه كل العالم .. ولا ادرى ما معنى وجود شخصين فى مؤتمر صحفى يستطيع شخص واحد ان يتولى فيه المهمة !!
* أما (الكباشى) فلقد ظل طيلة وقت المؤتمر الصحفى يلف ويدور حول شروط قوى الحرية والتغيير للعودة الى طاولة المفاوضات، وهى شروط سمعها وقرأها الجميع، وعرفوا رأى المجلس العسكرى فيها .. فما الداعى لعقد مؤتمر صحفى لاعادة الحديث عنها، أم ان الاعلان عن موعد اعلان نتيجة التحقيقات (اليوم السبت) حول جريمة فض الاعتصام، أو عن مهلة ال 24 ساعة التى اعطيت للوسيط الاثيوبى لاستئناف التفاوض يستدعيان عقد مؤتمر صحفى استغرق اكثر من ساعة، أم أن الأخوة في المجلس كانوا رايقين وفاضيين وقالوا نطلع ندى الشعب ده محاضرة في التاريخ، خاصةً إنو اليوم (خميس) والناس كلهم ملمومين في البيوت، والنت قاطع بأمر حضرتنا ؟!
* لو اراد (الكباشى والعطا) ان يعرفا اهمية المؤتمر الصحفى الذى عقداه اول امس فليقرآ الصحف التى نشرته في بضعة أسطر، وليشاهدا القنوات الفضائية التى لخصته في دقيقتين، ما عدا بالطبع تلفزيون السودان وتوابعه التابعين لاساطين المجلس العسكرى الذى يُذكّرنى تحكُمه في التلفزيون باللواء الذى نزل المعاش فأقام سبيل ماء امام منزله كان يجلس بقربه طيلة اليوم، وكلما جاء شخص ليشرب منه مارس عليه هواية اصدار الاوامر التى فقدها: (لأ، ما تشرب من الزير ده، أشرب من ده)!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد