صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عبدالحي والدعوة للموت !!

8

القراية ام دق

محمد عبدالماجد

عبدالحي والدعوة للموت !!

(1)
> قال الشيخ عبد الحي يوسف حسب صحف الأمس نقلاً عن خطبته الجمعة الماضية بمسجد خاتم المرسلين بجبرة : (سندافع عن الدين ولو قتلنا في الشوارع).. بعد أن دعا الشيخ بشكل رسمي إلى مسيرة مليونية غداً الإثنين لنصرة الشريعة والدين كما قال- وذلك أمر ورب الكعبة نحتاجه أن يكون في الأراضي العربية المحتلة لاسترداد (القدس) وإعادتها، ولنصرة الإسلام في الجولان، وليس أمام احتجاجات (سلمية) رفع أهلها شعار الحرية والسلام والعدالة.
> القتل بين المسلمين لن يكون في شوارع الخرطوم ادعاء لمحاربة (الشريعة) التي تجرى في عروق هذا الشعب كافة مجرى (الدم) وتسكن في عبق الروح وتمسك في الأفئدة والمقل.

> لن تحدث تلك الفتنة (اللعينة) في السودان وشعبه عُرف بالتسامح والتصوف والتلاقي ومحبة الرسول… وقواته المسلحة انحازت للشعب بدءاً خشية سفك الدماء والقتل.. فكيف للشيخ عبدالحي أن يعرض القتل بهذا اليسر في الشوارع بعد كل هذه النجاحات.
> الدين يحتاج للدفاع عنه في (القدس)، وليس هنا أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة…. والقتل إن جاء بتلك الحماسة والنصر فأولى به أن يكون لمن اغتصبوا الأراضي العربية المحتلة ودنسوا أراضيها المقدسة واستفزوا الأمة الإسلامية قاطبة.
> المعتصمون في محيط القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ليسوا كفرة ولا هم فرنجة، ولا هم من فصيل (كفار قريش).. هم ليسوا من حشرجة الروم ولا قطيع بني قريظة – هم فتية رفعوا شعار (يا عنصري ومغرور .. كل البلد دارفور).. إنهم من خيار هذا الشعب خرجوا من أجل كنس الفساد وإعادة الحكم الرشيد والإسلامي إلى مساره الصحيح.

> هؤلاء المعتصمون تنقل صلاة الجمعة لهم وهم يفترشون الأرض ليشاهد العالم كله رسالتهم وسلامهم، بعد أن فشل الذين يرفعون شعارات الإسلام في نقل وإيصال تعاليم الإسلام الفاضلة ورسائله السامية وقيمه النبيلة.
> من بعد هذا كيف تأتي دعوة من شيخ في حجم ومكانة عبدالحي يوسف وهو أعلم الناس بقوله عز وجل : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ،..كيف لكم القدرة بالجهر بتلك الدعوة التي يفعلها اهلها في السر والخفاء، والتي إن لم تؤد إلى (التهلكة) أدت إلى (الفتنة) والمولى عز وجل يقول : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ).
(2)
> الشيخ عبدالحي يوسف يعلم أكثر من غيره أن هذا النظام بدأ من كذبة (اذهب الى القصر رئيساً وسوف اذهب الى كوبر حبيساً)، حدث ذلك باسم الدين وبادعاء كاذب لنصرة الشريعة التي يتحدث عنها الشيخ عبدالحي يوسف الآن.
> نظام الإنقاذ بدأ من تلك (الكذبة) وانتهى به المقام في (سجن كوبر) بعد فساد رموزه، والرئيس المخلوع يضبط في منزله ما يقرب من الـ(20) مليون دولار ويكشف عن حساباته في احد البنوك عن (315) مليون ريال سعودي ورعيته تعاني الجوع والعوز والمرض.
> نصائح عبدالحي يوسف وارشاداته كان اولى بها (الراعي) عندما كان راعياً والبلاد تفسد في عهده ويذل اهلها وتتفرق منافعها وتحترب قبائلها – وامرأة لا حول لها ولا قوة كانت تنصح عمر بن الخطاب رضي الله عنها فيقول لها الفاروق : (أصابت امرأة وأخطأ عمر) ، وكان سيدنا عمر رضي الله عنه، بكل علمه وصحبته للمصطفى عليه الصلاة والسلام يقول عن نفسه : (اللهمَّ غفراً، كل النَّاس أفقه من عمر)، وهو الذي وافقه القرآن في اكثر من موقف (أخرج الشيخان عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث، قلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى. وقلت : يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي عليه الصلاة والسلام في الغيرة فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك).. وعمر بعد كل هذا يقول عن نفسه (كل الناس افقه من عمر).. ويقول (أصابت امرأة وأخطأ عمر)… فمن هذا الذي يدعونا الى القتال في شوارع الخرطوم الآمنة؟.
(3)
> لا نريد للصراع السياسي والحراك الثوري ان ينجرف او ينحرف عن طريقه بسبب تلك الدعوات والحميّة المزيفة ليكون صراعاً دينياً.. فقد تفككت العراق بسبب الصراع الذي يدور بين اهل السنة واهل الشيعة.. ولم تعرف سوريا ولا ليبيا استقراراً او أمناً بسبب التيارات الدينية المتصارعة، بعد ان افسد (الدواعش) الحياة في بلاد كانت تعيش في طمأنينة كبرى.
> الدين راسخ في الامة السودانية فطرة ونهجاً، والشريعة الاسلامية لا بديل لها، فلا تأخذوا العهد الجديد بحالات فردية لا قيمة لها ولا تأثير.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد