صحيفة “سودان تربيون” نقلت عن الأستاذ ياسر عرمان قوله أنه سيعود إلى وطنه السودان عقب تشكيل الحكومة الانتقالية، وقال (لن نرضى بتجريدنا من حقوقنا في المواطنة الدستورية والقانونية..).
ياسر عرمان وصل الخرطوم بعد أسابيع قليلة من انتصار الثورة، ليشارك في صناعة وطن جديد يسع الجميع، ولكن كانت المفاجأة اعتقاله مع رفقائه الأساتذة خميس جلاب ومبارك أردول ثم طردهم خارج وطنهم على متن طائرة خاصة معصوبي الأعين ومقيدين بالسلاسل.. وأحسنت استقبالهم واستضافتهم عاصمة بلدنا الثاني جوبا.
عودة بنات وأبناء السودان في مختلف الحركات المسلحة أمر لا يجب أن يرهن لأية تعقيدات قانونية أو سياسية، نحن في مفتتح مرحلة جديدة لا تتحمل أوزار الماضي وغبنه .. نتوقع من حكومة الثورة أن تعلن فتح أبواب السودان بلا قيود، لنطوي صفحات المرارات والحروب الأهلية التي أكلت عافية هذا الوطن النبيل..
سنستقبل ياسر عرمان ورفاقه في المطار ليس تحت أية لافتات سياسية أو شخصية بل لنؤكد لجميع قادة الحركات المسلحة أن عودتهم للوطن لا يجب أن تنتظر إذناً ولا اتفاقية ولا حتى إخطاراً لأية جهة رسمية، فالمطلوب الأن ترسيم (خط الصفر الوطني) الذي ينهي كل النزاعات والخصومات والأحزان ويدشن إشراقة سودان جديد..
صحيح هناك تفاصيل فنية ترغب الحركات المسلحة بحثها قبل الانتقال إلى العمل السياسي داخل السودان، لكن في تقديري كل هذه التفاصيل الأجدر أن تبحث من داخل الوطن.. لا حاجة للعواصم الخارجية والوساطات والرجاءات الأجنبية.. وليت بقية قادة الحركات السادة عبد العزيز الحلو مالك عقار ومني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور وجبريل إبراهيم يشدوا الرحال إلى الخرطوم.. ستغمرهم مشاعر شعبهم وتلين مسارات الوصول إلى اتفاقات تعجل تحويل طاقات الاحتراب إلى طاقات إنتاج وتنمية ورفاهية..
وصول قادة الحركات إلى الخرطوم–علاوة على البعد الإنساني والوطني- يعني عملياً تحويل 75% من موارد الدولة إلى التنمية، وتوفير دماء ودموع، وفتح الأمل لملايين من السودانيين يعيشون في مناطق تحت ظلال المدافع.. فهل هناك ثمن يعدل هذا؟
أرجو أن لا يكون قرار العودة إلى الخرطوم رهن المحبسين.. محبس الحسابات السياسية الضيقة.. ومحبس الحسابات الشخصية الأضيق منها..
يا قادة الحركات.. سنكون في انتظاركم بمطار الخرطوم.. ونرجو أن لا يطول انتظارنا..
