صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فرية الوصاية الدولية..وحقيقة البند السادس

11

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

فرية الوصاية الدولية..وحقيقة البند السادس

 

بعد أن فشلوا في استغلال الدين وتكسرت كل محاولاتهم تحت وعي شباب الثورة إتجه أنصار النظام البائد الي العزف علي وتر الوطنية وانتقاص السيادة وهم يحاولون التشكيك في خطاب رئيس الوزراء للامم المتحدة الذي طلب بموجبه تقديم الدعم للسودان تحت البند السادس وقد حاول الزواحف بكل السبل تصوير الأمر علي أنه استعمار جديد أو أنه تدخل عسكري علي أقل الفروض ، وكل ذلك يجافي الحقيقة وهم أول من يعرف ذلك لكنهم يحاولون إستغلال مشاعر الحمية عند السودانيين ورفضهم للتدخل الخارجي في شئونهم كما استغلوا الدين من قبل من أجل أغراض التمكين .
سنحاول من خلال هذا المقال ان نوضح الصورة بشكل مبسط يشرح حقيقة ما ورد في الخطاب الذي أثار الكثير من الجدل وتم استغلاله من قبل أعداء الثورة وهم يحاولون – كالعادة القاء اللوم علي حمدوك رغم أن الخطاب تم اعداده والمصادقة عليه بواسطة مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان وبمشاركة مجلس الوزراء وقوي الحرية والتغيير بما ينفي انفراد السيد رئيس الوزراء باصدار القرار .
أما مضمون الخطاب وفحواه فهو يمثل نقلة كبيرة في طبيعة علاقة السودان بالمجتمع الدولي حيث استطاع السودان ولأول مره منذ عهد بعيد أن يحدد مطلوباته وإحتياجاته من الامم المتحدة ويضمنها في الخطاب بعد أن كانت تاتي اليه القرارات في السابق في شكل توجيهات دون إرادته ويجد نفسه فقط في موضع التنفيذ .
ثم نتناول أهم النقاط التي حددها الخطاب وطلب العون فيها وسيلاحظ القارئ الكريم انه ليس من بينها بندا واحدا يتحدث عن تواجد عسكري ولا إنتشار .
أول المطلوبات التي ذكرها الخطاب تمثلت في المساعدة في مفاوضات السلام التي تجري منذ شهور بعاصمة جنوب السودان وهي المفاوضات الي لو قدر لها النجاح وتوجت بتوقيع السلام المستدام لأحدثت تحولا كبيرا في مسار الثورة وتحقيق كل أهدافها وهو عين ما يحذره أنصار النظام البائد الذي ينظر الي مصالحه الذاتيه دون مصالح البلاد .
ثاني المطلوبات تتعلق بمسائل البناء وتوطين السلام في المناطق المتأثرة بالحرب ،ومعالجة أوضاع النازحين واللاجئين .
ثم مطلب ثالث في غاية الأهمية وهو يناقش كيفية مساهمة الامم المتحدة في إنجاح مؤتمر المانحين المزمع عقده بعد إنجلاء جائحة الكرونا .
المطلب الرابع يتحدث عن كيفية تحويل الدعم الانساني الذي ظل يتلقاه السودان الي دعم تنموي تحت إشراف الامم المتحدة .
ومطلب خامس يحدد إحتياج البلاد للدعم في بناء القدرات المتعلقة بالخدمة المدنية التي هد النظام البائد كل أركانها وحولها الي واحدة من مستعمراته تحت بنود التمكين البغيض .
ثم مطلب أخير يتناول المساعدة في عمليات الإحصاء والتعداد السكاني إستعدادا لاجراء إنتخابات حرة ونزيهه تحت إشراف الامم المتحدة .
هذه باختصار محتويات خطاب رئيس الوزراء الذي صوره الزواحف علي انه طلب لوضع السودان تحت الوصاية الدولية واستعمار جديد .فهل تري عزيزي القارئ فيها ما يعيب وينتقص من سيادة البلاد..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد