صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فك الارتباط ..وجيش الاحتياط ..

13

مــذاق الحــروف

عمادالدين عمر الحسن
فك الارتباط ..وجيش الاحتياط ..

من بعض ما كشفــته تسجــيلات قــناة العــربية التي عرضتها مؤخرا خلال سلسلة ( الاسرار الكبري ) أن التمكين لم يكن فقط سلوكا مارسته عصابة الانقاذ بغرض التحكم في الدولة والسيطرة علي كل مفاصلها ، ولكنه كان ايضا شعور متعاظم ب ( الانا ) والاعتداد بالنفس الي درجة المرض ، حيث يعتري القوم شعور بالصفوية جعلهم يتحدثون عن أنفسهم دائما كأنهم كيان منفصل ومختلف كل الاختلاف عن باقي أبناء الشعب السوداني ، حيث يفرقون في أحاديثهم بين من ينتمون لهم وبين العامة من أبناء الشعب ويكثرون من استخدام كلمة ( مننا ) إذا أرادوا الحديث عن أنفسهم ، ويستخدمون ( هم ) إذا أرادوا الحديث عن الاخرين ، بل أن بعضهم كاد أن يقول كلمة من ( العدو ) اذا أراد الحديث عن الاخرين من سواهم .
هذا الإحساس والذي يلغي الاخر بالكامل أو يجعله في أحسن الحالات في درجات أقل يعتبر المسؤل الأول عن سلبيات كثيرة شهدتها حقبة حكمهم البغيض ، وهو نفسه الذي جعل كثيرون من قياداتهم يتحدثون بفوقية وتحدي في كثير من المواقف ويسخرون من الشعب السوداني ويمتنون عليه – كذبا – بما قدمته لهم الانقاذ .
التشابه في التفكير المختل وقصر النظر كذلك يمثل بعض السمات المشتركة التي تجمع بينهم ، وقد اتضح ذلك خلال مفاكرتهم في كيفية التصدي للثورة وتشابه وجهات نظرهم وتقيمهم للأحداث ، حيث لم يتوقع أكثرهم تشاؤما أن يصمد الثوار وينجحوا في اقتلاع حكمهم ، وكانوا يرون أنه لايوجد نظام يمكن أن يسقط بالمظاهرات فلا داعي علي ذلك للخوف .
التفكير المختل قادهم كذلك الي التفكير في إنشاء جيش مواز للقوات المسلحة للدفاع عن ( النظام والدولة ) ، وهكذا قالها مستشار تكوين جيش الاحتياط وهو يقدم التنظيم علي الدولة ، وهو أمر لم يكن للصدفة فيه أي دور ، فمصلحة التنظيم عندهم تأتي قبل مصلحة الوطن ، وتكوين جيش للاحتياط يكون قوامه عناصرهم الموالية ( منهم ) يأتي عوضا عن دعم الجيش النظامي الموجود وتجهيز القوات المسلحة .
الكذب – هو القاسم المشترك الأعظم بينهم ، وهم يمارسونه حتي فيما بينهم ، ففي نفس المثال أعلاه يقول مستشار تكوين جيش الإحتياط أن قرار التكوين اتخذ في العام 2013 ولكن تم تأجيله بسبب الحوجة الي التمويل والكوادر ، غير أن كل القرائن تقول أن التأجيل تم بسبب الاطمئنان لما حسبوه نجاح في قمع أحداث ثورة سبتمبر من ذاك العام بعد أن ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ، فهم لاينقصهم المال ولا يشتكون من قلة المنتفعين ، ثم تجددت الفكرة مؤخرا بعد أن استشعروا الخطر من جديد في ثورة ديسمبر المجيدة وخاصة بعد تجاوب عدد من صغار الضباط بالقوات المسلحة مع الثوار .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد