صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فلول ولو ضاهوا عدد سكان الصين

12

تأملات _ كمال الهِدي

فلول ولو ضاهوا عدد سكان الصين

.أتعجب لبوستات ومناقشات البعض حين يتساءل الواحد منهم ” معقول فلان وعلان وكل هؤلاء الذين قدموا للقصر معتصمين فلول”!! .

. أولاً العبرة ليست بالكثرة النسبية والتنوع المحدود فهذا لن يمكنكم من ارباك المشهد و(خم) البسطاء بأن الشعب السوداني موافق على هذا المشهد العبثي ومناصر لمن يريدون جره للوراء.

. وثانياً أقول وبالفم المليان نعم هؤلاء جميعهم فلول وأزلام كيزان ، فالكوزنة صارت سلوكاً في هذا البلد ولم تعد مجرد بطاقة انتساب لحزب يتاجر بديننا الحنيف .

. العاقل والباحث عن الحقيقة لا يركز مع القواعد في مثل هذا الاعتصام المصنوع ، بل يقف طويلاً أمام شخصيات قياداته ورموزه وأصحاب فكرته (الغبية) .

. جبريل ، مناوي ، أردول ، هجو، اشراقة وبقية العقد غير النضيد جميعهم أناس بلا مواقف ، فما الغريب بالله عليكم في أن ينضم لهم من هم على شاكلتهم ليشكلوا جميعاً هذا المشهد العبثي ويسعوا جاهدين لإعادة مفسدي هذا البلد مستغلين حوجة البسطاء والفقراء والأطفال .

. العقلاء لابد أن يتساءلوا عن طرق ومصادر تمويل مثل هذا الاعتصام الهزيل وعن دوافعه الحقيقية بعيداً عن خطل وعبط بعض من رتبوا ودعوا له .

. فمن يعترض على شكل وأساليب حكومة ما يستقيل منها قبل أن يُطالب بإسقاطها .

. وأي منطق هذا بالله عليكم الذي يدفع بعض العاطلين للمطالبة بحكومة كفاءات وطنية كما يدعون .

هل التوم هجو وأردول ومناوي من أصحاب الكفاءات حتى نصدق أن هذا هو خلافهم مع الحكومة الحالية !! .

. ألم يُكافأ مناوي بمنصب لا يملك أدواته ، وينصب أردول مديراً لأهم شركة في البلد وهجو بتنصيب رفيقه في مسار الثلاثة أعضاء ابراهيم عدلان برئاسة سلطة الطيران المدني رغم ضعف كفاءته !! .

. كل من يدعم مثل هذا الاعتصام إما أرزقي وانتهازي ولص يرغب في استمرار الفوضى التي صنعت رجال أعمال من العدم طوال عقود الظلام الثلاثة ، أو ساذج وبسيط يمكن أن يبيع موقفه نظير علبة طحنية أو كيلو موز وهؤلاء نجد لهم العذر فالجوع كافر .

. أجد للجوعى حقيقة العذر ولو أن معظم مصائب هذا البلد تأتينا من ذوي البطون ذات الحجم العائلي .

. هؤلاء أكثر من يسارعون لأماكن الأكل المجاني واللهف واللفح لأن الدناءة تلتصق بهم كما يلتصق الجلد باللحم .

. عموماً لن ينخدع شعبنا بمثل هذا العبث ، ولن يقتنع العالم من حولنا بأن السودانيين الذين قدموا أعظم التضحيات في ثورتهم يعتصمون الآن أمام القصر بغية حل هذه الحكومة وتمكين العسكر من حكم جديد بغطاء مدني زائف .

. لكن كل ما تقدم يعتمد على ذكاء الثوار الحقيقيين وخطوتهم القادمة غض النظر عن مدى اتفاقنا أو اختلافنا مع الحكومة الحالية .

. فالوطن يمر حالياً بمنعطف خطير ومرحلة دقيقة للغاية .

. ليس هناك اختلاف رؤى يتطلب حواراً ، بل هناك لعبة مصالح لن يغيرها سوى الضغط السلمي والجاد على هؤلاء الانتهازيين وخونة الأوطان لفضحهم واحداً واحداً .

. الصرامة والجدية تحسمان أي أرزقي ونفعي وهو ما لم تبدأ به حكومتنا الحالية ولهذا أدخلتنا في هذا النفق الضيق .

. فهل نتعشم في تصحيح لأخطاء العامين الماضيين !

. أما الثوار أهل الساس والرأس في هذه الثورة فليس أمامهم سوى أن يشمروا عن سواعدهم في هذا الوقت ويتعاملوا بأقصى درجات الصرامة والحكمة في آن واحد .

. لابد من استمرار الزخم الثوري ليل نهار وبتلك الطرق السلمية المعهودة والبعد عن الاحتكاك بالفلول وخُدامهم زهيدي الثمن.

. ويا حبذا لو صاحب الزخم الثوري في الأيام القادمة أنشطة توعوية وتثقيفية وأعمال نظافة وتجميل لكافة الأحياء حتى يقدم الثوار درساً لن يستفيد منه الفلول قطعاً، لكن سيشهد عليه العالم الخارجي.

. بالمزيد من الضغط يستطيع شعب السودان الحقيقي أن يفرض ارادته على الأطراف الخارجية المتطفلة التي تشتري وتبيع في بعض الأرزقية والخونة والعملاء.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد