صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

في تذكر أبو الاستقلال..الزعيم الأزهري

11

بشفافية – حيدر المكاشفي

في تذكر أبو الاستقلال..الزعيم الأزهري

انتباهة حصيفة ولفتة بارعة من الزميل الزين عثمان لتذكيره لنا بأحد آبائنا المؤسسين، الزعيم اسماعيل الأزهري (أبو الاستقلال)، بتقريره الذي كتبه تحت عنوان (مرت52عاماً على ذكرى رحيل الزعيم الأزهري..ويسألونك عن حال حزب اسماعين)،(توفى في سجون نظام مايو في 26 اغسطس 1969) اذ لم يعد أحد يذكر هذا الزعيم بل ذكرى الاستقلال نفسه لم يعد يأبه بها أحد، رغم ما قدمه أولئك الآباء الأوائل من تضحيات وبذل وعلى رأسهم الأزهري، حتى تحقق الاستقلال (مثل صحن الصيني لا فيهو شق ولا طق)، ويبقى ما بذلوه دينا يوجب علينا ان نتذكرهم ونذكر مآثرهم كلما حلت الذكرى، ومآثر وفضائل الزعيم الأزهري بلا حصر أو عد، حسبي منها في هذه العجالة وفاء لذكراه ونضالاته واحدة من حكاويه المعبرة التي تكشف الى أي مدى كان يضع اعتبارا كبيرا لرأي الجماهير ومطالبها (والكلام ليكم يا المطيرين عينيكم)..

الحكاية رواها أحد ضباط الشرطة عهدذاك، يقول الضابط

يومها كنت مسؤولاً عن القسم الشمالي لبوليس أم درمان وكان من حسن حظي، بالرغم من صعوبة المسؤولية وعظمها، ان كل المسؤولين في ذاك الزمان يقطنون في منازلهم التي تقع في دائرة اختصاص ومسؤولية هذا القسم. ومنها منزلي الزعيم الأزهري والسيد عبدالله بك خليل رئيس الوزراء في فترة لاحقة من تاريخ السودان، يومها كنت في أول عتبة من سلم عملي في وزارة الداخلية. أبلغني هاتفياً الجاويش (النبطشي) في حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهراً بأن الرئيس اتصل وطلب حضوري،فذهبت مباشرةً لمنزل الزعيم الأزهري الذي لم تكن قد اكتملت صيانته من الناحية الشمالية المطلة على شارع السيد على الميرغني حيث كان العمل يجري في ترميم (ميدان النجيلة). لم تكن هناك دبابات ولا عشرات السيارات لحراسة رأس الدولة فقط (رجل بوليس واحد) مسؤول عن الحراسة،سألت رجل البوليس إن كان قد حدث شيء في منزل الرئيس، فأجابني بالنفي القاطع وأن (كل شئ تمام يا جنابو) ومن ثمّ قرعت الباب واستقبلني الزعيم الأزهري بهدوئه المعهود وأدخلني للصالون المتواضع وأجلسني ثم قال لي أريدك أن تتأكد لي عن ماذا حدث في حوالي الساعة الواحدة والنصف. أبلغته مباشرةً بأني كنت في القسم حتى الثالثة بعد الظهر وسألت (بوليس) الحراسة وأبلغني بأنه لم يحدث أي شئ منذ بدء خدمته. لكن الزعيم الأزهري لم يقتنع بما ذكرته له، وطلب مني المزيد من التحري. وخرجت حيث أكد لي رجل البوليس مرةً ثانية ما قاله سلفاً. فلجأت لصاحب (الدكان) القريب من منزل الرئيس واستدرجته لأعلم منه شيئاً وكانت النتيجة أنه في حوال الساعة الواحدة تقريباً سمع بعض التلاميذ (يهتفون فساد..فساد) عندما لاحظوا بأن (الجنايني) الذي يقوم بتهذيب (النجيلة) في داخل منزل الزعيم الأزهري يحمل (ماكينة نجيلة) مكتوباً عليها (البلدية)،وتابعت تحرياتي وتأكد لي أن الرئيس يملك (ماكينة نجيلة) خاصة بمنزله ولكنها تعطلت أثناء قيام (الجنايني) بواجبه. ولما كان ذلك الجنايني زميل للجنايني المسؤول عن (حديقة البلدية) التي تقع غرب مدرسة أم درمان الأهلية مباشرةً وعلى بعد أقل من عشرين متراً من منزل الرئيس، ذهب إليه واستعار منه ماكينته المكتوب عليها (البلدية) أي مملوكة لبلدية أم درمان،عدت للرئيس الأزهري وأبلغته بأنه لم يكن هناك شئ يستحق الذكر، ولكن الرئيس الأزهري أصر عليّ بأن هناك شيئاً قد حدث لابد من أن يعرف تفاصيله لأن أسرته كما تبدى لي قد أبلغته بهتاف تلاميذ المدرسة ضد الفساد، عندها أبلغته بكل التفاصيل السابق ذكرها. وكان رد الرئيس الزعيم الأزهري على ما ذكرته أن الجنايني غلطان..غلطان..غلطان رددها ثلاث مرات و قال لي بالحرف الواحد إن التلاميذ على حق فيما فعلوه وكان يجب على (الجنايني) الإنتظار حتى أعود من (القصر) للنظر في كيفية اصلاحها أو شراء (ماكينة) جديدة..

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد