صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

في نيويورك.. أين المفتاح؟

8

حديث المدينة

عثمان ميرغني

في نيويورك.. أين المفتاح؟

بدأت زيارة رسمية للدكتور عبد الله حمدوك لإلقاء خطاب السودان بالجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك..ووصلت السيدة أسماء محمد عبد الله وزيرة الخارجية قبله للتمهيد للزيارة.. وحسب البرنامج الذي وضعته بعثتنا يلتقي حمدوك بأكثر من أربعين شخصية دولية خلال الزيارة.. كما يلتقي بوكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية.

ولأنها الزيارة الأولى لرئيس وزراء أول حكومة بعد الإطاحة بنظام المخلوع، فإن التعويل عليها كبير بحجم آمال السودانيين في رؤية وطنهم يتعافى من العار الأممي الذي لحق به ولطخ سمعته وجعله وطنًا منبوذا يتخفَّى رئيسه في سفرياته خارج السودان ويتحاشى ملاقاته ضيوف السودان عند وصولهم إلى الخرطوم.

ومع ذلك!!

أصدقكم القول لم أجد نفسي سعيدا بالرقم (40) لعدد لقاءات رئيس الوزراء الذي بثته وسائط الأخبار نقلا عن دبلوماسيينا بنيويورك للإشارة إلى مدى أهمية زيارة حمدوك الأممية.. ففي الذاكرة، الرقم نفسه وربما أكثر لإحدى رحلات وزير الخارجية الأسبق د.مصطفى عثمان إسماعيل لمقر الأمم المتحدة بل والتقى فيها بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون شخصيا.. دلالة الاجتماعات بالشخصيات الدولية لا تقاس إلا بمقدار الناتج المتوقع منها.. فالعلاقات الدولية ليست مجرد مجاملات قد تظهر في الصور دون أن تكشف حقيقة ما يدور خلف الغرف المغلقة..

في تقديري أن أسوأ ما يمكن أن يقع فيه مسؤول كبير هو أن يلتقي نظيره أو أعلى منه في دول أخرى وهو لا يحمل سوى الأمنيات الطيبة وربما مرافعة تشرح الأوضاع في البلاد لا أكثر.. فالعلاقات الدبلوماسية الدولية مثل خطوط الضغط الجوية، لصالح المنطقة ذات الضغط المرتفع.. بعبارة أخرى الأجندة المدروسة المخطط لها جيدا هي المحك..

وفي ذهني سؤال مستمر.. هل -حتى هذه اللحظة- درسنا وأسَّسْنا لسياسة خارجية قتلت بحثا في قنوات دبلوماسيتنا؟ بل هل لدينا فعلا (سياسة خارجية) متفق عليها على مستوى الدولة في حكومة الثورة؟

استباقا للإجابة؛ يجدر السؤال.. وما هي الجهات المنوط بها صناعة (استراتيجية السياسة الخارجية السودانية)؟ هل تحدد بصورة دقيقة المؤسسات المعنية بالسياسة الخارجية؟ آخذين في الاعتبار تجربة النظام المخلوع الذي كان وزير خارجيته يعلم بالقرارات التي تمس السياسة الخارجية عبر وسائل الإعلام مثله وأي مواطن..

أين تصنع السياسة الخارجية السودانية؟ هل في وزارة الخارجية؟ أم القصر؟ أم مجلس الوزراء؟ أم المخابرات العامة؟ أو لا هذا ولا ذاك..

سؤال أرجو أن تجيب عليه رئاسة الوزراء.. مع العلم أن المجلس السيادي أيضا منخرط في زيارات خارجية.. فهل هناك سياسة خارجية متفق عليها بين المجلسين، السيادي والوزاري؟.

في يقيني أن أول موجبات بناء دولة السودان الحديثة توصيف المؤسسات وأدوارها المؤسسية بمنتهى الدقة..

التيار

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد