صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قائمة الإرهاب.. حين “تغمز سنارة ترامب”

8

جنة الشوك
جمال علي حسن
قائمة الإرهاب.. حين “تغمز سنارة ترامب”

‏‏‏‏
لسان حال الخرطوم في علاقتها مع واشنطن تحكيه قافية من قال )كلما حللتُ عقدةً.. طال حبل المسافة بيننا(.
التصريح الأمريكي الجديد المكتوب بحبر التخدير لا تختلف لغته عن لغة تصريحات أمريكية سابقة ومكررة )أمريكا تعلن استعدادها لشطب اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب لكن بهذه الشروط!!(.
وبعدها تتكرر ذات العبارات والجمل الأمريكية المسموعة من شاكلة تلك التي وردت في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية الصادر قبل شهرين والذي جددت فيه واشنطون مدحها للسودان وتعاونه في مكافحة الإرهاب دون أن تنسى التأكيد على وجود السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب وقالت الخارجية الأمريكية بالنص )إن الخرطوم أسهمت في عمليات محاربة تهديدات على المصالح الأمريكية والرعايا الأمريكيين في السودان، بجانب جهودها في مراقبة الحدود مع ليبيا ومنع مرور العناصر الإرهابية في الإقليم ومحاربة تهريب السلاح والبشر(.
وفي الواقع إن الخرطوم نفذت مجمل الاشتراطات الأمريكية في المسارات الخمسة الخاصة بإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وهي مكافحة الإرهاب، ووقف دعم جيش الرب، وزعيمه جوزيف كوني، ودعم السلام في جنوب السودان، والشأن الإنساني بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتحقيق السلام في السودان، كما أضيف إليها ملفا العلاقة مع كوريا الشمالية وحقوق الإنسان.
جميع هذه الشروط تمت تلبيتها وتنفيذها ما عدا تحقيق السلام بشكل شامل في السودان وهو في الواقع مطلب يهم جميع الأطراف وأولها الحكومة نفسها لكن لو كنت في مكان الحكومة ومتخذي القرار لما قبلت بوضع هذا الشرط من الأساس لأن قرار تحقيق السلام لا يتم من جانب واحد أو من طرف الحكومة وحدها إلا إذا كانت إدارة ترامب تتحدث عن استسلام وليس سلاما، وأعني استسلاما من جانب الحكومة لكل ما تفرضه عليها الحركات المسلحة من شروط لتحقيق السلام وهذا ليس حلاً عادلاً لقضية السلام في السودان.
هذا الشرط لا يمكن الموافقة عليه إلا على أساس تقييم جهود السودان وجدية الحكومة لتحقيق السلام فقط؛ أما أن يوضع هكذا )تحقيق السلام في السودان( فذلك المطلب بصيغته الحالية مجحف وغير ممكن التنفيذ من طرف واحد، فأي نزاع بين طرفين يقتضي توافقاً من جانب الطرفين حتى يتم حله.
المطلوبات الأمريكية ستستمر والشروط الأمريكية ستتناسل وتتلاقح وتتوالد وهي في الواقع مجرد حجج تستخدمها أمريكا التي لو رفعت اسم السودان غداً من هذه القائمة السوداء فإن السبب الحقيقي في قرارها سيكون بعيداً تماماً عن كل هذه الشروط ومرتبطا بشكل مباشر باستشعارها في لحظة من اللحظات لأهمية دور السودان في المنطقة أو قيامها بتفصيل دور جديد للسودان تطالبه بالقيام به وتخدم به مصالحها.
حينها سيخرج ترامب ويؤلف في السودان قصيدة مدح وغزل ويوقع دون انتظار على قرار إزالة اسم السودان من هذه القائمة.
فهل يستدرك الدرديري ذلك ويركز جهده في مستوى التعاون واستخدام أوراق الضغط التي يحقق بها هذا الهدف..?!
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد