صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قانون الانتخابات.. أين حلفاء الحوار؟!

11

على كل

محمد عبد القادر

قانون الانتخابات.. أين حلفاء الحوار؟!

‏‏‏‏

معركة إجازة قانون الانتخابات كشفت عن ملاحظات غريبة أبرزها تصدي المؤتمر الوطني للدفاع وحيداً عن مشروع )الحوار(، على خلفية انسحاب بعض أحزابه من جلسة إجازة قانون الانتخابات.
لم نرَ أو نسمع حليفاً يدافع عن فكرة الحوار من خلال السجال الذي دار خلال الأيام الماضية من غير كوادر الوطني، لم يتقدم أحد الحلفاء للدفاع عن الفكرة الأساسية المتعلقة بالحفاظ على المشروع الوطني بعيداً عن المناورات والتكتيك السياسي والنأي عن الخلافات، خاصة إذا كان الأمر متعلقاً بمادة واحدة لا غير.
بدا لي من خلال متابعة سجال التصريحات وغبار المعركة الكثيف أن الحوار الوطني الذي تنادت له هذه الأحزاب وكسبت بموجبه مقاعد في البرلمان والحكومة يخص المؤتمر الوطني وحده، وأن الآخرين عبارة عن )صحبة راكب( لا يعتبرون أحزابهم جزءاً مما حدث.
المؤسف أن يجد المؤتمر الوطني نفسه يدافع عن الحوار وحيداً ويحرص كذلك على أن لا تتعرض مصداقية توصياته إلى أي تشكيك.
كنت أظن أن أحزاب الحوار والمؤتمر الوطني كلها كتلة واحدة اتفقت على التفاوض كمبدأ لحل مشكلات السودان، ولكن بدا لي أن بعض هذه القوى تبتز المؤتمر الوطني وتهدده في أي خلاف بإشانة سمعة الحوار إن لم يتوافق معها حول ما تريد.
كنت ومازلت وسأظل على قناعة تامة بأن المؤتمر الوطني خسر كثيراً باللجوء إلى خيار الأغلبية الميكانيكية لحسم الخلافات مع أحزاب الحوار بشأن قانون الانتخابات.
في كل برلمانات الدنيا تحرص الأحزاب والقوى السياسية على إحداث التوافق حول القوانين المنظمة للتداول السلمي للسلطة وتعزيز الديمقراطية، هي قوانين حساسة يكسبها التراضي حيوية في التنفيذ وإمكانية عالية للتطبيق بعيداً عن حدة الاستقطاب والمواجهة وافتعال المعارك التي قد تفسد العملية برمتها.
كسبت القوى المقاطعة )وليس كلها من أحزاب الحوار( منذ الآن ذريعة حاضرة إذا فاز المؤتمر الوطني بعد إصراره على إجراء الانتخابات في 3 أيام عوضاً عن يوم واحد اقترحته القوى التي قاطعت التصويت على القانون.
الحديث عن خسارة الوطني يرتبط عندي بأنه الاسم الأكثر رواجاً وتأثيراً وتعرضاً للنقد والانتقاد في أحاديث المجالس وحسابات المجتمع الدولي وبورصة الأحداث السياسية، والسبب أنه الحزب الحاكم والأكثر تأثيراً على خارطة الأحداث والكاسب والمتضرر من أية إثارة سالبة حول قانون الانتخابات.
صدقوني لا يعلم كثيرون ما هي أحزاب الحوار والتغيير، التي قاطعت وعارضت ووقفت )شوكة( في حلق المؤتمر الوطني لحظة إجازة قانون الانتخابات.
يعلم الرأي العام علم اليقين أن الوطني مضى لإجازة قانون الانتخابات بالأغلبية، لكن قليلين هم الذين يفحصون ما تحت عنوان )أحزاب الحوار وكتلة التغيير( ليعرف ماهية هذه الأحزاب ووزنها وثقلها وتأثيرها على الساحة السياسية.
لن تجد ما يبرر كذلك عدم تمكن أحزاب الحوار بما فيها الوطني من التوصل لتفاهم حول نقطة واحدة بعد الاتفاق حول 104 مسائل خلافية في القانون، لذا فإنه يمكن القول كذلك إن بعض هذه الأحزاب أصبحت امتداداً لقوى معارضة تمسك بالريموت كنترول وتوجه دفة الأحداث بعيداً عن تأثير الوطني.
لا أدري كيف تفشل أحزاب نذرت نفسها للحوار في التوافق حول نقطة واحدة، الأمر المحير الآخر أن تتخذ هذه الأحزاب من الخلافات ذريعة لتخويف الوطني والطعن في سمعة الحوار )ذات نفسو(.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد