صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قبل التخطي .!!

10

اليكم

الطاهر ساتي

قبل التخطي .!!

:: قبل أن يجف مداد البيان الساخن والصادر عن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، نفى الموساد أيضاً – كما نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية – لقاء الفريق أول مهندس صلاح عبد الله بنظيره رئيس الجهاز الإسرائيلي يوسي كوهين على هامش مؤتمر الأمن بميونخ، أو كما روُجت قناة الجزيرة نقلاً عن الموقع الإخباري البريطاني المنسوب لقطر )ميدل إيست آي(.. مع ذلك، أي رغم النفي هنا والنفي هناك، بل ولو نفت كل مخابرات دول العالم، سوف يظل الحدث عند الزملاء بقناة الجزيرة )غنماية حتى ولو طارت(..!!
:: وعلى سبيل مثال للمكابرة، ما يلي بالنص: )بعدما تأكد لقاء صلاح قوش مدير المخابرات السودانية بمدير المخابرات الإسرائيلية سراً فى مؤتمر ميونخ للأمن في منتصف فبراير بوساطة مصرية، ودعم سعودي إماراتي، من أجل ترتيب خلافته للبشير حال الإطاحة به، فهل سيتغدى البشير بصلاح قوش قبل أن يتعشى قوش به لاسيما وأن اللقاء جرى دون علم البشير؟(، هكذا كتب المنتج ومقدم البرامج – بقناة الجزيرة – أحمد منصور..!!
:: وعليه، فإن قناة الجزيرة لا تستهدف صلاح قوش فحسب، ولكن الخارطة السياسية التي ترسمها الحكومة السودانية حالياً هي المستهدفة.. نعم، قطر – والتي لسان حالها قناة الجزيرة – غير راضية عن التحول السياسي الذي تشهده الساحة السياسية في بلادنا.. وأن الاختراق الذي يحدثه الرئيس البشير، بحيث يخرج بالحكومة من قيود الحركة الإسلامية وحزبها الوطني إلى حيادية المؤسسة العسكرية، ثم الوقوف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، هذا الاختراق الإيجابي لا يُرضي الدولة الراعية للحكومات والحركات الإسلامية..!!
:: هذا شيء، والشيء الآخر ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﺎﻗﻼﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ طقس ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻓﻲ قلب الأحداث ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ.. ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ستظل تواجه ﺑﻼﺩﻧﺎ – ﻭﻛﻞ ﺩﻭﻝ المنطقة – ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﻓﻘﻂ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻭﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ بل القضية ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻫﻲ ‏)ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎ فهو ضدنا‏(، ﺃﻭ هكذا ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟـ ‏)ﻣﻊ ﺃﻭ الضد‏(.. ﻭﻻ توجد ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺳﻄﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ‏)ﺩﻭﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ(..!!
:: وحياد السودان في أزمة الخليج من المواقف النادرة التي تُعبر عن الشارع السوداني.. ولكن كما ذكرت في بدايات الأزمة، فان ﻣﻮﻗﻒ السودان المحايد في ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻤﺮ ‏)ﻃﻮﻳﻼً‏(، ﻷﻥ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ لم يعد يصمد ﻣﺎ ﺑﻴﻦ شد وجذب ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ، أو كما يبدو جلياً.. نعم، حالياً بات ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ – ﻟﻠﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ – ﺣﻴﺎﺩ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﺲ.. وﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺑﻴﻦ دول التحالف ﻭﻗﻄﺮ )ﺣﻼً ﻋﺎﺟﻼً(، فإن الحكومة السودانية قد تتخطى ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ إلى حيث التحالف )الرُباعي(..!!
:: ولكن قبل التخطي، فعلى الحكومة أن تعلم بأن الحريات والعدالة والسلام والتنمية هي عوامل القوة التي تمكن الحكومات من اتخاذ القرارات الصائبة في غابات التحالفات الدولية.. ومن ﺍﻷﻓﻀﻞ أن تسارع الحكومة ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ جذري ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺳﻴﺎﺳﻲ شامل، بحيث ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ وﻳبسط الحريات والديمقراطية ﻭﻳﻨﻘﺬ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﻦ ﺫﻝ ‏ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﺽ‏.. ﺃﻱ ما ينشده الشعب السوداني – ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ الدولية – وطن ‏تتكئ حكومته على جبهة داخلية متماسكة، لتكون سياستها الخارجية ﺫﺍﺕ ﻫﻴﺒﺔ وليست إمعة..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد