صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قطار الشوق

40

———-

صباحكم خير – د ناهد قرناص

قطار الشوق 

للمرة الثانية في خلال السنة الحالية ..امتطي قطار النيل في الطريق الى عطبرة ..وللمرة الثانية أيضاً يتعطل ..لا أريد ان أتشاءم وأقول اني (كج) ..لكن الأمر لا يخلو من (انة) ..المرة الأولى ..بعد أن جلسنا في المقاعد ..والتقطنا صورة سلفي أنا وأختي نادية وأرسلناها للأحباب والأقارب …اذا به يتم انزالنا من القطار بحجة أن هناك مشكلة في الطريق ..وبالتالي لا يمكن لقطارنا ان يواصل رحلته (السكة واحدة ) ..سارعنا الى محطة الباصات وواصلنا الرحلة الى عطبرة .

هذه المرة ..كانت أسوأ ..تحرك القطار من بحري ..وتوقف في محطة (الرويان ) ..بالقرب من مصفاة (الجيلي ) … و بس خلاص ..لا أحد يأتي ليقول لنا ما الذي يجري ..تناثرت الأقاويل ان هناك قطار بضاعة متعطل ..من الامس ..وبسببه السكة مقفولة ..يبقى لماذا تم تحريك القطار منذ البداية ؟؟ لماذا لم يتم الاعتذار بشجاعة واعادة التذاكر ..لكي نستطيع التصرف ؟.

رجل بالقرب مني يسب ويلعن ..طالت اللعنات حتى اكبر رأس في الدولة ..(بلد ما عندها وجيع ..الانسان أرخص شئ فيها ..) ..يرد عليه آخر (نحن نمش للسواق دا ونقول لو رجعنا محل ما جبتنا ..) ..تتدخل امرآة من نهاية العربة (ايوة اليرجعونا محل ما جابونا ..هم وقت ما عارفين للسواقة ..يسوقونا مالهم ؟ الله لا جاب باقيهم ) ..

يأتي رجل شرطة ..سألته أنا ( ما في خبر يا جنابو ؟ الحاصل شنو ؟) ..رفع كتفاه الى أعلى ..وقلب يديه وقال (والله يا استاذة علمي علمك ).. شكرته خاصة على كلمة استاذة هذه ..وضحكت في سري ..ان كانت الأجهزة الرسمية لا علم لها بما يحدث على ارض الواقع ..فقل على الارض السلام.

الرجل الساخط بالقرب مني ..قال بثقة (والله المشكلة دي ما تتحل الا يجيبوا رأس قطر من عطبرة ) …صرخت احداهن (ووب علينا ..عطبرة عديل كدا ..) ..اكمل حديثه وقال (القطر دا اصلوا من ما قام من بحري ..مشيهو ملكلك ..يمشي ويقيف .. ..كمان قالوا القطر السادي الطريق دا جابوا ليهو راس يطلعوا ..ما قدر ..هسه كمان قالوا مشوا ليهو برادين من شندي عشان يصلحوه) ..كنت اتابعه باهتمام ..وقاربت ان أسأله ..من اين يستقي معلوماته ؟؟ اذ اننا كلنا في (ألهوا سوا) ..لم يتحرك احد من مكانه ..حتى هذه اللحظة .

مددت رأسي من النافذة ..بدا بعض الركاب في الترجل من القطار ..والتحرك في الارض ..الشمس حرارتها الف …والسموم تلفح ..والمحطة قاحلة ..قال أحدهم (هسه مش كان يوقفونا في الجيلي ؟ على الأقل كان قدرنا نشتري لينا حاجة ناكلها ..) ..بدا سقف الطموحات في التدني ..كانت الوجهة عطبرة …صارت اقصى الاماني محطة نجد فيها زاد وماء ..

ان دار محور سؤالكم عنا ..فاننا لا نزال في ذات المحطة التي توقفنا عندها .. ..لا احد يأت بخبر يقين ..ولا شئ يلوح في الافق …ومجموعة النساء خلفي ..يبدو انهن في طريقهن لحضور مناسبة ..كن يغنين ويرددن مع ايمان الشريف (مالو..مالو ..الليلة ما جاء ).

ملحوظة هامة جداً : المعنى داخل المقال ..على مسؤولية القارئ ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد