صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قلق الثوار.!

9

العصب السابع

شمائل النور

قلق الثوار.!

المعتصمون الذين لا زالوا يلازمون الأرض أمام القيادة العامة للجيش تحت درجة حرارة تجاوزت الـ “40” بدأ القلق يتسرَّب إلى كثير منهم بعد تسلم المجلس العسكري للسلطة وتأخر القوى السياسية في تقديم حكومتها الانتقالية.
أحد الشباب المعتصمين وضع أمام عدد من الصحفيين مجموعة أسئلة مُلحّة، وهي لا تخصه لوحده بل تعبِّر عن جميع الذين ينتظرون قطف ثمار ثورتهم المجيدة ممن دفعوا ثمناً باهظاً ولا زالوا.
أول سؤال وهو حاضر دائماً: هل اتفقت القوى السياسية وأنجزت تشكيل الحكومة؟، ما هي العلاقة بين الحكومة والمجلس العسكري، ما هي صلاحيات المجلس وما هي صلاحيات الحكومة، وكيف نحمي ما أنجزناه وننتقل سوياً لتحوّل ديمقراطي حقيقي؟.
نقاش طويل وأسئلة كثيفة، بعضها بلا إجابات في الوقت الراهن وبعضها مجرد تخمينات.
المزاج العام وسط الميدان، وأعتقد أنه المفضل لكثيرين من الشباب غير المنتمين لأحزاب بل وحتى المنتمين. الاتجاه العام يفضل تشكيل حكومة خبراء مستقلة، على أن تعد الأحزاب عدتها لخوض الانتخابات.
هناك قناعة قاطعة بين الشباب أن الضغط عبر الشارع هو الضامن الوحيد لمكاسب الثورة، وهناك حراسة مشددة على هذا القدر الذي تم إنجازه وما سيتم.
الذي احتك بالميدان على مدى 4 أشهر لن يتسرَّب إليه أي قلق من ضياع أو سرقة ثورة، ومن يقول ذلك من باب الخوف الزائد أو حتى من باب التجارب العديدة في الثورات، أعتقد أنه لم يحتك ويتحاور مع الشباب الذين لازموا الشوارع لمدى أربعة أشهر.
صحيح أن غالبيتهم بلا تجربة سياسية، لكنهم مدركون على نحو دقيق أصول اللعبة السياسية، هم يؤمنون فقط بقضايا، لكن لا يؤمنون بشخصيات بتاتاً.
أعتقد أن أعظم سبب أطاح بالمستبد هو أن أجهزته الأمنية والسياسية لم تفهم حقيقة ما يجري في الشارع ووضح ذلك جلياً في تعامل الأجهزة الأمنية في فض التظاهرات، بدأت بأعلى درجات العنف، ثم لجأت للتحاور داخل السجون والمعتقلات، ثم عرجت على سلاح التخويف ببث كم هائل من الشائعات والخطاب الملتبس، ثم عادت للعنف حتى فلتت الأمور من بين يديها.
الآن ربما القوى السياسية تمر بذات التجربة، فهم حقيقة ما يجري في الميدان، فهم هؤلاء الشباب وطريقة تفكيرهم العملية جدا المتحدية للتقليدية القاتلة.
إذا فشلت القوى السياسية في العمل باتجاه حفظ وحراسة هذه الثورة سوياً مع الشباب، سوف يثورون عليها مرة أخرى، فلا يظن الناس أن الشارع تراجع أو يُمكن له أن يتراجع دون بلوغ مطالبه.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد