صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كفاح جيل جديد

9

قولوا حسنا

محجوب عروة

كفاح جيل جديد

بدعوة كريمة حضرت أمس بقاعة الصداقة الاحتفاء بمراسم التوقيع النهائي للإعلان الدستوري ووثائق الفترة الانتقالية بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى الانتقالي، كان يوما عظيما من أيام السودان الكبرى لا يوازيه إلا ذلك اليوم الذى استجاب فيه جميع أهل السودان لدواعي الوطنية الحقة التي تجاوزت خلافات أحزابهم وكياناتهم فاتفقوا على استقلال الاستقلال من داخل البرلمان فى ديسمبر 1955، وكأن التاريخ يعيد نفسه بثورة ديسمبر 1989 فيا له من تاريخ وتراث سودانى عظيم. وإذا كان (كفاح جيل) المؤسسين للاستقلال هم الذين صاغوا ذلك الحدث الباذخ والتاريخ العظيم، فإن جيل اليوم من مدنيين ونظاميين نساء ورجالا شبابا وشيبة هم الذين أعادوا لنا اليوم الثقة في أنفسنا وبأننا شعب يعشق الحرية والسلام والعدالة ويرفض الاستبداد والظلم والفساد والتهميش والكذب بأي مسمى ويستحق أن يعيش كريما عزيزا تمتلئ جوانحه بالخير ثم تفيض على الآخرين من حوله وعلى العالم خيرا وبركة وسلاما واستقرارا وخيارا ديمقراطيا للحكم..
كانت الفرحة عظيمة والمشاركة الشعبية الوطنية والخارجية أعظم وكم تمنيت كما تمنى غيرى ممن حضر أن تكتمل الفرحة بمشاركة الذين اختاروا المقاطعة والرفض ولكنهم للأسف لم يفهموا ولم يستشعروا أن الأولية هو للتوافق على المشتركات والحد الأدنى ثم يُستَكمَل الباقي من خلال التواجد والتلاقي والتحاور والتفاعل داخل المؤسسات الدستورية التي ستنتظم البلاد عقب ذلك خلال فترة الانتقال السلمى السلس، الذي ظل طبيعة أهل السودان وتسامحهم وتساميهم فوق الجراحات أو كما قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير وما ذكره السيد الصادق المهدى في خطابه أنه لا مجال للانتقام ولن نكون مثل الإنقاذيين فلن نقصي أحدا إلا الذين أفسدوا وأجرموا وثبت عليهم ذلك في المحاكم العادلة.. وهذا لَعَمري هو جوهر الدين والشريعة الحقة لا مجرد المظهرية والهتافية.
إني لأرجو أن تعيد القوى التي رفضت الوثائق السياسية والدستورية قراءة المشهد والوضعية السياسية في البلاد فلا يقفوا أمام هذا التأييد الشعبي الكاسح لما حدث بالأمس ولا التأييد والإشادة والحضور الإقليمى والدولي الذي شاهدناه.. وأخص بالنصح أولا الحزب الشيوعي السوداني الذي هو جزء من القوى التي صنعت هذه الثورة وأسأل قادة هذا الحزب العريق لماذا تسيرون في نفس المنهج التقليدي القديم وقد تغيرت الدنيا وتغيرت مناهج التعاطي السياسي؟ ولماذا تجعلون من خلافات قليلة تقف حجر عثرة أمام الاستقرار وتجذير الديمقراطية؟ هل تذكرون كيف رفضتم اتفاقية الحكم الذاتي عام 1953 ثم نال السودان بسببها استقلاله؟
ثم أسأل حزب المؤتمر الشعبي أليس ما حدث هو أفضل مما كنتم فى النظام السابق وقبلتم به؟ وما هو مفهوم فقه الأولويات عندكم في شريعة الله التي تقولون بها وسنة الرسول؟ أليست شعارات الثورة فى الحرية والسلام والعدالة المفضية للاستقرار والحكم الرشيد والديمقراطية والشورى ومحاربة الفساد لها الأولوية فى شرع الله؟
وأخيرا يا قادة الحركات الثورية المسلحة أليس العمل السياسي السلمي داخل حاضن ديمقراطي ودولة قانون ومؤسسات تمكنكم من تحقيق أهدافكم وتعترف لكم بالظلم والتهميش هو أفضل لكم من الاستمرار في حمل السلاح وإزهاق الأرواح وذهاب الثمرات؟؟.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد