صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كلاسيكو أبوظبي.. حين يكتشفنا الآخرون !!

7

علي كل
‏‏‏‏محمد عبد القادر

كلاسيكو أبوظبي.. حين يكتشفنا الآخرون !!

‏‏‏‏
لا أدري من أين أبدأ الكتابة عن )الكلاسيكو السوداني( الذي استضافته أمس الأول لؤلؤة المدائن )أبوظبي( ضمن فعاليات احتفال دولة الإمارات بمئوية مؤسس الدولة )حكيم العرب( وقبلة الوعي والاستنارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كنا عدداً من الزملاء رؤساء التحرير والكتاب حضوراً للقمة وفعاليات أخرى، بدعوة كريمة من الحكومة الإماراتية وعبر سفيرها في الخرطوم سعادة حمد محمد الجنيبي.
لم يكن )ديربي( هلال مريخ مجرد مباراة في كرة القدم وإنما مثل استفتاءً حقيقياً لمدى المحبة التي يكنها السودانيون للراحل الشيخ زايد، وقد أصبحت سيرته العظيمة ومسيرة نجاحه الناصعة جسراً للمحبة بين السودان والإمارات.
كان اللقاء اختباراً لعمق ما يجمع البلدين من صلات ووشائج تاريخية، راكزة في رسائل الحاضر وموعودة بازدهار ونماء أكبر في المستقبل أو كما نتمنى لها ذلك.
التجويد الفائق الذي أخرج به الإماراتيون القمة جاء مؤكداً لما ظلوا يحملونه من مشاعر أخوية ومقاصد نبيلة ومحبة خالصة للشعب السوداني.
كل شيء كان جميلاً وبديعاً.. الاستقبال، الضيافة، إخراج الكلاسيكو، الإعلام، الاهتمام والتقدير، كل ما تقدم كان حاضراً وشوارع أبوظبي تفيض بالسودانيين وقد ملأوا استاد محمد بن زايد وشكلوا حضوراً بهياً ومحترماً في واحدة من أجمل الأمسيات الإماراتية.
في ليلة العرس السوداني الكبير امتلأ الاستاد بالحضور وفاض بالهتاف والدموع والتعبير عن تقدير هذا الشعب الطيب لدولة الإمارات، حكومةً وشعباً، وحرصه على استمرار هذه العلاقات استراتيجية ومميزة.
)كلاسيكو( أبوظبي جعلني أستدعي كلمات شاعرنا الراحل الكبير مصطفى سند )يحار واصفوك والحديث فيك بعضه مواجع وبعضه مدامع وبعضه جنون(، من أكبر فوائد الديربي ودروسه الموجعة أنه أعاد اكتشافنا على نحو أشعرنا بأن إعلامنا بائس ومحلي جداً ومتواضع وكسيح، أحرجت )قناة أبوظبي الرياضية( خططنا ومؤتمراتنا واستراتيجياتنا وفضائياتنا بجهد ملؤه المحبة وعتاده الدربة والمهنية والإحساس بالمسؤولية.
بين )الخرطوم وأبوظبي(، نجحت القناة في منحنا دروساً مجانية أعادتنا إلى مربع الحسرة من جديد وإعلامنا يفشل عشرات السنين في ما فعلته )قناة أبوظبي( خلال بضعة أيام.
بمحبة ووعي ودراية نجح الأصيل النبيل يعقوب السعدي ورفاقه الميامين في بث الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي وإعداد البرامج التي قدمت )السودان والهلال والمريخ( بصورة فاجأت حتى السودانيين المقيمين بالداخل، نجحت القناة في الترويج لمنتجين سياحيين )هلال مريخ( فشلنا لسنوات عديدة في تسويقهما بالطريقة التي نريد، تأملوا معي كم )كلاسيكو( لعبه الفريقان في تاريخهما بالخرطوم وحدثوني عن تغطية إعلامية واكبت الحدث وارتفعت إلى مستوى )قناة أبوظبي الرياضية(، رصداً وتحليلاً ومتابعةً وترويجاً وتغطيةً، على نحو ما رأينا.
الأمر يتعدى الرياضة و)هلال مريخ(، لنكتشف في كل المجالات، سياحة وفنون واقتصاد وسياسة وثقافة أن الآخرين أقدر منا على تقديمنا للعالم ووضعنا في الإطار الذي يريدون، قدمنا الإماراتيون من زاوية المحبة التي تستحقها بلادنا، ولكن آخرين لن يفعلوا ذلك مع ضعف مبادراتنا وتأثيرنا الإعلامي على فضاء الأحداث.
بارعون نحن في تحطيم المؤسسات والمبادرات الإعلامية الناجحة، لأن الأمر لا يأخذ اعتباره وتقديره اللازم في اهتماماتنا وأولوياتنا، الدول تدير حربها وسياساتها الآن بالإعلام والفضائيات، بينما لا نزال نرزح في تجارب إعلام تقليدي عفا عليه الزمن، انتبهوا أيها السادة فقد احتاطت الدول بإعلامها لإدارة المعارك السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مثلما حشدت الآليات الحربية.. شكراً للإمارات حكومة وشعباً ولـ)قناة أبوظبي الرياضية(، وللهلال والمريخ ولأبناء الجالية السودانية، الذين رفعوا رأسنا عالياً في دار زايد الخير..
بصراحة إعلامنا )نعسان( جداً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد